للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولإشباع من ينضوي إليهم وأرهاباً للعدو. فكانت تلك المراجل دلالة على سعة حالهم ورفاهية عيشهم. هذا ولم يكونوا يفعلون ذلك الفعل في ولاية بغداد فقط بل في جميع المواطن التي كانوا يحتلونها أو يوجدون فيها قال البستاني في دائرة المعارف في مادة انكشارية (٥٣٩: ٤): (فكنت تسمع في ساحة (آت ميدان) أصول طبول الانكشارية العظيمة وترى (المراجل) مصفوفة بالترتيب أمام القشلة لأجل جمع المتفرقين من الانكشارية من بيوتهم ودكاكينهم). فلما شاع ذلك عن الانكشارية أصبح إخراج المراجل إلى الخارج بمعنى اطلاع العساكر وما تأكل فأن كان ما يخرج كثيراً اقتضى إخراج مراجل كثيرة ودل ذلك على قوة عظيمة. وإن كانت المراجل قليلة دلت على عساكر قليلة وقوة ضعيفة. ثم انتقلت العبارة إلى المعنى المتعارف أي بمعنى اظهر ما

تتفتح به وما تتطاول به فتحة. واكثروا من ضم كلم إليها مختلفة المباني مؤتلفة المعاني فقالوا: صاحب مراجل وأبو مراجل وطلع (أي أطلع) مراجلك ورويني (أي ارني مراجلك) إلى غيرها.

فلما أتم الأديب كلامه أذعن صاحبه لهذا التأويل ثم قال هذا لذاك: لقد أحسنت في الإفادة فهل تعلم أنت ما أصل معنى. (ضربة راشدي أو محمودي) بمعنى صفعه أو لطمه لطمة قال: لا. قال النصراني هذا الذي أراه:

٢ - معنى ضربه راشدي أو محمودي

الراشدي هو عند أهل العراق لحن أو مقام عالي النغمة واكثر ما يعرف في بغداد. ودونه علواً (المحمودي). فإذا قيل: (ضربه راشدي) فكأنه قيل: لطمه لطمةً يسمع صوتها كما يسمع الراشدي أو المحمودي أي من بعيد أي لطمة قوية وقد يبدلون كلمة (ضرب) بألفاظ أخرى مرجعها كلها إلى هذا المعنى كقولهم: شرفه أو جرخه براشدي أو داره براشدي (أي أدار صفحة وجهه بصفعته لقوتها) إلى آخر ما هناك. فلما وقف الأديب المسلم على ذلك قال: لقد توافينا في التأويل. وما علينا إلا أن نعرض ألفاظنا على أصحاب الحكم والتعليل، ليبدوا رأيهم ويظهروا ما فيها من دبير وقبيل.)

قلنا: فأن كان لأحد القراء غير هذا الرأي فليبده والله الموفق لسواء السبيل. ي. ن. س

<<  <  ج: ص:  >  >>