بيان مقتصر شرح ما حدث بأيام عبد الله باشا والي بغداد، الذي هو أول مملوك الذي اشتراه سليمان باشا
بعد أن صار يسير العجم وكان جاعله جبقجي وبعده تقدم إلى وقت الذي قتل فيه سليمان باشا الزغير حصل على الوزارة بواسطة عبد الرحمن باشا الكردي في سنة ١٢٢٥هـ (١٨١٠م). في تاريخ سنة ١٢٢٧ في شهر ربيع الثاني صار تنافر فيما بين اسعد بك ابن سلمان باشا وبين طاهر اغا كيخية عبد الله باشا واستبان إلى البيك نية الغدر من الكهية والدليل لذلك ضبط أملاكه الموهوبة له من أبوه ولذلك خرج بإحدى الأيام إلى التنزه وصار قاصداً الهزيمة وعدم الرجوع إلى بغداد وحين شاع الخبر حالاً توجه أناس من قبل الوزير عبد الله باشا على تحصيله وأرسل له الأمان لكي يحضر إلى بغداد وتواسط هذه المادة باليوز الإنكليز الموجود يومئذ في بغداد وهو مستر ريج بما أنه صاحب جاه واعتبار عند الوزير المشار إليه وفي أوائل شهر جمادي الأول جاء اسعد بك ودخل بغداد وتوجه إلى مواجهة الوزير ومعه مستر ريج الذي اخذ من الوزير عهد الأمان عليه وبقي مدة في بغداد ومستأ من طرف الوزير ولكن طاهر آغا الكهية لازال يظهر منه إشارات البغض على اسعد بك وحين شعر بذلك وتأكد بأن الكهية قاصد قتله خرج من بغداد في شهر شعبان سنة ١٢٢٧ وتوجه إلى عند حمود آل سعدون شيخ المنتفق وقصده بالحماية. والمذكور بما أنه قديم في المشيخة من زمان أبو اسعد بك سليمان باشا قبل الولد بكل إكرام ومحبة وكان قد سبق قبله جاسم بك ابن الشاوي منهزما من الوزير وجاء إلى عند حمود لأنه لم يجد له مكان يلتجئ فيه سوى هذه العشيرة وشيخها حمود الذي مع أنه كفيف حسن تدبير وعقله لا يوصف وحين بلغ عبد الله باشا حصول اسعد بك عند حمود زعل الكهية هيجه بالغضب وكتبوا إلى حمود يطلبوه منه بالمعاتبة بأنه يكفيك ضبط أراضي البصرة وأثمارها ومنع أيراد الميري عليها ومدة سنتين ما قدمتوا لنا الذي عليكم بل الذين يشردون من طرفنا تحميهم وتلفيهم عندك فنحن نسمح لكم عن كلما فعلتموه من تعطيل إيراداتنا ونروم أن تسلمونا جاسم بك شاوي واسعد بك ابن سليمان باشا.
فكان جواب حمود إلى الوزير أن جميع ما حررته من جري تعطيل إيرادكم والمحصول