للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام والمسلمون*

شجون من الحديث عنهما وعن الإصلاح الديني

ــ

[وحدة الدين واللسان]

الأمة الجزائرية هي قطعة من المجموعة الإسلامية العظمى من جهة الدين، وهى ثلة من المجموعة العربية من حيث اللغة التي هي لسان ذلك الدين.

والأمم الإسلامية على اختلاف أجناسها ولغاتها ما برحت تفاخر أمم الأرض بذلك الدين وهذا اللسان، وإن كان بعضها ضعيف الحظ فيهما أو في أحدهما.

تفاخر بالإسلام لأنه في حقيقته الأصلية مجمع للفضائل الإنسانية، وتفاخر باللسان العربي لأنه ترجمان هذا الدين وكتابه المبين، وهو بعد ذلك مستودع الحكم ولسان الشعور والخيال.

فالأمم الإسلامية بهذا الدين وبهذا اللسان، وحدة متماسكة الأجزاء يأبى لها الله أن تتفرّق وإن كثرت فيها دواعي التفرّق، ويأبى لها دينها- وهو دين التوحيد- إلا أن تكون موحّدة، وتأبى لها الفضائل الإسلامية إلا أن تكون مظهرًا للفضيلة في هذا العالم الإنساني، فإذا كان في تلك الأمم من يضار الفضيلة أو يخونها في اسمها فما ذلك من الإسلام في شيء؛ وإنما هو انحراف مزاج سببه سوء فهم، أو غلبة وهم، أو دعوى طباع أو هو تقليد واتباع.


* نُشِر هذا المقال في العدد (٤) من جريدة "السنة " بتاريخ ٦ محرّم ١٣٥٢هـ / فاتح ماي ١٩٣٣م (كُتب في تلمسان).

<<  <  ج: ص:  >  >>