للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذكّرة عن جمعية العلماء إلى الجامعة العربية *

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إلى حضرات أعضاء مجلس الجامعة العربية المحترمين:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

إن مكتب جمعية العلماء الجزائريين بالقاهرة يتشرّف بأن يعرض على حضراتكم المعلومات والرغبات الآتية، راجيًا أن تنال من مجلسكم الموقر كل اهتمام.

[الشعب الجزائري]

إن الشعب الجزائري جزء ثمين من الأمة العربية الماجدة ما زال محتفظًا بخصائص العروبة كأقوى ما يكون الاحتفاظ، ومن ثم فهو رأس مال العرب يجب أن يحافظوا عليه. وهو كذلك جزء له قيمته من الأمة الإسلامية العظيمة، ما زال محتفظًا بشعائره، متصلّبًا في عقائده الكريمة السمحة، ومن ثم فهو رأس مال عظيم للمسلمين يجب عليهم- حيثما كانوا- أن ينظروا إليه نظرة الأخوة المقتضية للنجدة والنصر.

فإذا تمّ للاستعمار الفرنسي ما يريده به من فرنسة واستعجام، فمعنى ذلك أنه ضاع على العرب والمسلمين- كل باعتباره الخاص- رأس مال عظيم، يقوم في العدد بأحد عشر مليونًا، وفي المعنى بذخيرة غالية من ذخائر الإنسانية وفضائلها: من الشجاعة والكرم، والصبر على مكاره الحياة، والثبات على الخصائص الأصلية، وقوة المقاومة الروحية، والوفاء للأصول التاريخية، والاعتزاز بالمقوّمات من لغة وجنس ودين.


* صحيفة "منبر الشرق" وصحيفة "الدعوة "، أوت ١٩٥٤، القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>