للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليعلاوي بأن يقدم لها تقريرًا عن القضية، ففعل، وبين أن أكبر الموانع من استئناف الحركة هو عدم وجود الأماكن، وفي أواخر السنة الماضية سافر أخوكم هذا مع الأستاذ التبسي إلى باريس، لغرضين: أحدهما خدمة قضية الفصل التي سمعتموها، والثاني الاتصال بإخواننا الجزائريين مباشرة والتفاهم معهم على إخراج هذه القضية من دور الكلام إلى دور التنجيز، فاجتمعنا بالكثير منهم، وخطبنا في عشرات الاجتماعات في باريس وفي الضواحي، وعقدنا اجتماعات عامة لذلك، وكانت أفراح إخواننا بهذه الحركة لا توصف، ولكن المانع القديم لما يزل قائمًا، والمساعي في إيجاد الأماكن مبذولة إلى الآن بصورة جدية، والتفكير متجه إلى شراء مركز ممتاز لجمعية العلماء بباريس، فإن تم اليوم فستبدأ الحركة غدًا، لأن كل عمل يتوقف على هذا المركز.

هذه مراحل الحركة قطعتها لكم بالإيجاز، لتفكروا في إخوانكم، وتهتموا بشأنهم كتفكيرنا واهتمامنا، وإن هذه المسألة لكبيرة وإن مسؤوليتها عند الله وعند الناس لثقيلة، وإنها ليست مسألة الأمة وحدها بل هي مسألة الإسلام.

وهناك طائفة أخرى من أبناء الجزائر، هم تلامذة الكليات في فرنسا، وإن التفكير في حالهم لحقيق بنا وبكم، وقد بدأنا بالتجربة والله المستعان.

[العمل في مصر]

مصر هي قلب العالم الإسلامي، والبرزخ الذي تهوي إليه الأفئدة ويلتقي فيه الأخ بأخيه حرًا طليقًا.

وهي كذلك منبع من منابع الثقافة، ومهجر لأبنائنا الطالبين للعلم، وفيها عدد وافر من أبناء الجزائر طلبوا العلم وحصلوا على درجات عالية فيه، وقد استدرجناهم ليرجعوا إلى وطنهم، وينضموا إلى صفوف العاملين فيه، ويعاونونا على خدمته في هذا الميدان العلمي الثقافي، فلم يرضوا أن يفارقوا بلد الحرية إلى بلد العبودية، فما عذرناهم، ولا شكرناهم، لأن من يحب وطنه يجب عليه أن يستهين في خدمته بكل شيء.

وبما أن مصر هي ملتقى المسلمين كلهم، فقد كونا في أخريات السنة الماضية مكتبًا رسميًّا متألفًا من ثلاثة من أبناء الجزائر المقيمين في القاهرة وقد عملوا في هذه الأشهر أعمالًا جليلة باسم الجمعية، ورفعوا ذكرها، وكانوا صلة بينها وبين العالم الإسلامي كله.

<<  <  ج: ص:  >  >>