للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سجع الكهّان *

- ٦ -

أقسم بالذيب الأطلس، والثعبان الأملس، إن المتجر بالأحرار لمُفلس، وإن العاقل بين الأشرار لمُبلس، وإن العربيّ لزنيم إذا بقي في المجلس (١)، ذهب العز الأقعس، وحلّ الجد الأتعس، ونزل من غِيَر الزمان ما أنسى النسيب في الكثيب الأوعس، والتشبيب بالثغر الألعس.

أيها الهائمون في البيد، النائمون على الذل المبيد، الراضون بعيشة العبيد، على البرير والهبيد (٢) لن تزالوا كذلك أبد الأبيد، لا عمر لُبَدِ أو لبيد، حتى تعملوا بقول الشاعر: ومَن ومَن، فهو دين كل زمن (٣).

كتب الله أن الصداقة مطوّية على العداوة، وأن الحضارة متصلة الطرفين بالبداوة، وأن في الإنسان جبلة من الحيوان، ما زال في النزوع إلى أصلها غير وان، وأن الضعيف طعام للقوي، وأن الرشيد في أبناء آدم مجرور بالغوي، وأن من لم تبسُط يدك لتقتله بسط يده لقَتْلك، وأن من قصرت في ختله جدّ في ختلك.

...

ثارٌ للغرب في فلسطين، لم تنبُت عليه شجرةٌ من يقطين، وشياطين تنزو للإغراء إثر شياطين؛ ويوم في أعناقكم بيوم حطّين، تنسيه غريزة الماء والطين، فتذكره نُعرة الجنس


* نشرت في العدد ٧٥ من جريدة «البصائر»، ١١ أفريل سنة ١٩٤٩.
١) مجلس الأمم المتحدة على الباطل.
٢) البرير: ثمر الأراك، والهبيد: حب الحنظل.
٣) إشارة إلى قول زهير في معلّقته:
وَمَنْ لَا يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلَاحِهِ ... الأبيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>