للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضيل الورتيلاني *

وصلتنا من بيروت كلمة من الأخ الكريم الحاج خليل أبو الخدود- ومعها تصريحات لولدنا الأبرّ الأستاذ الفضيل الورتيلانى- قبيل الاجتماع العام لجمعية العلماء، وكنا إذ ذاك منهمكين في إعداد الاجتماع، وفي استقبال السنة الدراسية وشؤون المدارس والمعهد الباديسي، وما يستلزمه ذلك من أدوات ووسائل وتجديد في الأجهزة اللازمة من برامج ومال ورجال، ولقد كان إسكان تلامذة المعهد- وعددهم يشارف السبعمائة- كافيًا لاستنفاد الجهد، واستغراق الوقت، وقارنت تلك الجهود تأخّر «البصائر» عن مواقيتها لأسباب داخلية اقتضاها التجديد، لذلك كله تأخّر نشر الكملة وما معها من تصريحات إلى هذا العدد، فمعذرة إلى الأستاذين الفاضلين، البعيدين عنا بعد الدار، القريبين منا قرب العمل المشترك، والفكرة الجامعة: أبي الخدود والورتيلاني.

...

وقد كنا قرأنا في الجرائد الشرقية خبر عفو أمير اليمن عن المتهمين في الحركة الانقلابية التي كان من آثارها قتل أبيه يحى حميد الدين، فلم يحرّك منا هذا العفو شعرة، كما لم يثر منا ذلك الانقلاب إلا الألم، ولا يستطيع أحد أن يتهمنا في هذا بجفاء الطبع، أو جفاف العاطفة، فنحن من أشد الناس افتتانا بالعروبة والعرب، وأرقّهم إحساسًا في النوائب التي تنوبهم، وأعمقهم أسىً للحالة التي هم عليها، ولكن رأينا في ملوك العرب معروف، ومن رأينا في الكثير منهم أن كل ما يصدر منهم من عقد ونقض وعفو ومؤاخذة فهو ناشئ عن خطرات من الوساوس الفردية، لا عن بواعث من المصلحة العامة، وأنهم عدموا القوانين


* نُشرت في العدد ١٧٤ من جريدة «البصائر»، ٣ نوفمبر سنة ١٩٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>