للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدارس جمعية العلماء *

تمت السنة الدراسية لمدارس الجمعية منذ شهرين وأجريت الامتحانات السنوية في حينها لعشرات الألوف من تلاميذها من بنين وبنات، وكانت النتائج في المجموع فوق الرضى من فضل الله وعناية المجتهدين من أبنائنا المعلمين الناصحين. وأقيمت احتفالات توزيع الجوائز على الناجحين في أمهات المدارس فكانت كلها بهجة وسرورًا، وقد دعيت إلى الحضور في أكثرها فلم يسعدني الحظ إلّا بحضور احتفالين منها أحدهما في مدرسة شرشال ليلة الخامس والعشرين من رمضان والثاني في مدرسة سطيف ليلة الخامس عشر من شوال فرأيت في كليهما ما سر وأعجب.

عاقتني العوائق والأشغال المتراكمة ودروس رمضان وآثار الأتعاب والأمراض في أعصابي عن كتابة كلمة في "البصائر" كالمعتاد أنهي بها أعمال السنة وأهنىء بها جنود العلم العاملين من معلمين وتلامذة، وأدلهم بها على مواطن الضعف، ومواقع التقصير إبلاغًا في النصيحة، وتنبيهًا إلى التدارك، ولكن الأشغال ألحت في التعويق، والأمراض تمادت في الاستشراء، فقطعت البحر طلبًا للاستشفاء لا للراحة والاستجمام، ولو قصدت إلى ذلك لكان لي في جبال الجزائر مهرب ورجعت بعد أربعين يومًا بما كتب الله من نتيجة، فقد ذهبت استطب من مرض السكر فرجعت أشكو ألمًا في الحلق أجمع الأطباء على أن أصله قديم وأنه اتصل بأوتار الصوت وأن عاقبته السكات وأن دواءه السكوت، فليسكت صاحبه مدة ستة أشهر على الأقل، وهل أسكت؟ لا أدري، غير أن الأطباء ليسوا مني على ثقة.

رجعت بعد أن راهق زمن فتح المدارس واجتمعت لجنة التعليم العليا تعمل أعمالها للسنة الجديدة وأنا كليل الذهن كليل القلم، فما علي إلا أن أهنىء أبنائى المعلمين على


* "البصائر"، العدد ١٣١، السنة الثالثة من السلسلة الثانية، ١٨ سبتمبر ١٩٥٠م.

<<  <  ج: ص:  >  >>