للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميثاق جبهة تحرير الجزائر *

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تداعى أبناء الجزائر المسؤولون المقيمون في مصر إلى مدارسة كل ما جرى ويجري في بلادهم من عدوان وتنكيل وتقتيل وتشريد، من جانب استعمار غاشم حقود. ولقد استقرّ رأيهم على الوثيقة التالية والتي وقّعها السادة: محمد البشير الإبراهيمي، أحمد مَزْغَنَّه، أحمد بيوض، محمد خيضر، الشاذلي مكي، الفضيل الورتلاني، حسين الأحول، أحمد بن بلّة، حسين آيت أحمد، محمد يزيد.

في الجزائر العربية المسلمة، اليوم، كفاح مسلّح خطير، لأجل استرجاع سيادتها واستقلالها، دفعها إليه استعمار بغيض، تسلّط عليها بقوة الحديد والنار، واسترق خيراتها، وحاول طمس معالمها، وتحطيم كيانها، وجرّدها من كل حق في الحياة الحرّة العزيزة الكريمة، ضاربًا صفحًا عن تطور الزمن، وعن أن الاستعمار لم يعد في القرن العشرين أسلوبًا صالحًا للبقاء.

ولقد كان من الطبيعي، والحالة هذه، أن تتوحّد جهود المسؤولين الجزائريين الموجودين في القاهرة الموقعين أسفله، وأن يكونوا يدًا واحدة في خدمة الجزائر، والكفاح في سبيل تحريرها واستقلالها مساندين بذلك جيش التحرير، وعاملين على إنجاح الحركة الثورية القومية القائمة الآن في الجزائر.

ولقد اقتنع الجميع بما تضمنته هذه الديباجة، وقرّروا بالإجماع ما يأتي:

١ - يعتبر الشعب الجزائري، على اختلاف أفراده وهيئاته- فيما يختص بالكفاح الرهيب- كتلة واحدة هي الأمّة الجزائرية. ومن شذّ شذّ في النار.


* فتحي الديب، عبد الناصر وثورة الجزائر، القاهرة، دار المستقبل العربي، ١٩٨٤، [ص:٦٤٤ - ٦٤٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>