للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثائر الإسلامي جمال الدين الأفغاني *

ولدنا الأبرّ الأستاذ الجليل الشيخ أحمد الشرباصي- أبقاه الله-.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يعز عليّ أن لا أشارككم في هذه الحفلة التي تحيون بها رجلًا نعده سلفًا لنا في الشجاعة وعدم الرضى بالضيم، وفي الجهر بقول الحق، وفي كثير من الخلال الصالحة.

ويعزّ على هذا اللسان أن تجيء ذكرى الأفغاني ولا يتحرك فيها بكلمة، وأن يُدْعَى من جمعية الشبّان فلا يستجيب، وجمعية الشبّان هي منتجع هواه، ومنبرها هو أول منبر ارتفع عليه صوته، وقاعتها هي التي تجاوبت أرجاؤها برجع كلامه.

ويعزّ عليّ أن أحرم من الاستفادة من آراء إخواني الخطباء الذين يسعدون في هذه الليلة بالحديث عن جمال الدين، وإنّني لفقير إلى الاستفادة منهم.

ولكن المرض الذي تعرفه برح بي وأقعدني عن الحضور، وتسلّط على فكري فما يبضّ بكلمة، وعلى لساني فما ينطق إلا بصعوبة، إنني عاجز عن القعود على الكرسي ولو دقيقة واحدة، وعلى عذري لكم وللإخوان الحاضرين فإنني أمليت بصعوبة على الكاتب كلمة في آخر لحظة أملاها خاطر كليل، ولسان غير بَليل، فجاءت خَشِبَة لم يهذبها انتقاد، ولم يعمل فيها نظر معاد، وأنتم أولى من يقوم بالاعتذار عنّي عند إخواني.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الإبراهيمي

...


* كلمة عن جمال الدين الأفغاني أُلقيتْ نيابة عن الإمام في مركز جمعية الشبّان المسلمين بالقاهرة في ٢١ أكتوبر ١٩٥٧م، ومعها رسالة للأستاذ أحمد الشرباصي.

<<  <  ج: ص:  >  >>