للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقدمة الطبعة الثانية من "عيون البصائر"]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ــ

[- ١ -]

حين طلبت إليّ الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الإذن بإعادة طبع كتاب "عيون البصائر" لوالدي المرحوم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بعد أن نفدت طبعته الأولى واشتدّ الطلب عليه، متمنية عليّ أن أقدم لهذه الطبعة الثانية، وجدتني أمام هذا الموقف المزدوج: الموافقة على تجديد الطبع من نحو، والتردد في التقديم من نحو آخر.

وأملت أن أعهد بذلك إلى أحد الخُلّص من إخوانه الذين رافقوه على هذه الطريق الطويلة، أمد الله في أعمارهم، وشاركوه أعباءها والتقوا معه في كثير من أحداثها وكانوا معه إخوة جهاد ورفقة كفاح .. تهيبًا مني للحرج الذي سأشعر به حين أكتب عن والدي.

وقد وجدت في شخص الأستاذ محمد العيد أمير شعراء الجزائر- كما كان يحلو للشيخ أن يطلق عليه- الإنسان الذي تمنيت أن ينهض بهذا العبء. فقد كانت بينهما هذه الألفة الجامعة وهذه المودة المتمكنة وهذا التواصل المتصل .. وكان الأستاذ محمد العيد من أوائل الذين نذروا أنفسهم للإصلاح تعليمًا للناشئة، وتوعية للجماهير، وتسخيرًا لفنه الرفيع في سبيل الأهداف الوطنية الغالية. ونهض شعره بهذه المهمات النبيلة فكان نورًا للشعب يضيء جوانب الطريق وكان نارًا متأججة يحترق بها المستعمر.

[- ٢ -]

ولكن الأستاذ الشيخ العيد غلب عليه طبعه الشعري وكأنما أثارت هذه المناسبة ذكرياته الطويلة فإذا هو يؤثر الشّعر على النثر، لأن "الموضوع متسع الأطراف متشعب الجوانب يستدعي بسطة في القول ومزيدًا من التحري والتدقيق في حياة فقيدنا الجليل وصديقي الوفي والدكم الكريم رحمه الله وأنعم عليه بمغفرته ورضاه. وعلمت يقينًا أنني أعجز عنه وأقف دون إتمامه. ولم أجد بدًّا

<<  <  ج: ص:  >  >>