للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك قرر- مع إخوانه قادة الجمعية- إنشاء لجنة خاصة بالتعليم، فأنشئت في ١٣ سبتمبر ١٩٤٨، و"كانت بمثابة وزارة تربية شعبية" (٣٧)، وعهِد إليها بوضع البرامج، وتقرير كتب الدراسة، وإصدار اللوائح التنظيمية، وتعيين المعلمين، ووضع الدرجات لهم، واختيار المفتشين، وتنظيم ملتقيات تربوية وندوات بيداغوجية لمناقشة قضايا التعليم، وتحسينه، ورفع مستواه. ويدل إنشاء هذه اللجنة على التطور الذي أحرزته الجمعية، وعلى الروح التنظيمية التي أصبحت تطبع أعمالها.

[٤) إنشاء الشهادة الابتدائية]

انسجامًا مع ذلك التطور الذي أشرنا إليه آنفًا، أنشأت الجمعية شهادة تثبت لحاملها متابعة الدراسة الابتدائية، وتسمح له بمتابعة المرحلة التعليمية الموالية.

ولا شك أن الجانب المعنوي النفسي لهذه الشهادة أكبر من جانبها المادي. ويظهر هذا الأثر المعنوي في محتوى هذه الشهادة، حيث كتِب في ركنها الشمالي الأيمن عبارة "الشعب الجزائري"، اعترافًا- من جهة- بمجهوده في ميدان الإنفاق على التعليم، وإقرارًا- من جهة أخرى- بسيادته العليا إلى أن يحين الوقت لاستعادة دولته، وتفويض ممثليه المنتخبين بممارسة هذه السيادة التي اغتصبت منه سنة ١٨٣٠. وتحت كلمة الشعب الجزائري كتب "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، إشارة إلى أنها الممثلة لهذه السيادة، وتحت كلمة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كتب "لجنة التعليم"، وهي الهيئة التنفيذية لسياسة الجمعية في ميدان التربية والتعليم، والتي سماها فضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان "وزارة تربية شعبية".

أما في الركن الشمالي الأيسر فيوجد رسْمٌ لمدرسة يعلوها لواءٌ مسطور عليه "الإسلام- العربية- الجزائر"، إشارة إلى ثلاثية الشعب الجزائري المقدسة المعارِضة لسياسة التنصير، والفَرْنَسَة اللُّغوية، والإدماج السياسي للشعب الجزائري في الدولة الفرنسية.

[٥) إرسال البعثات الطلابية إلى الدول العربية]

بدأت جمعية العلماء التفكير في إرسال بعثات طلابية إلى المشرق سنة ١٩٣٨، ولكن الحرب العالمية الثانية حالت دون تنفيذ ذلك. فلما وضعت الحرب أوزارها، واستأنفت الجمعية نشاطها، وانتهت من عملية تنظيم شؤونها، فكرت- مرة أخرى- في مسألة البعثات، وبدأت بأقرب البلدان إلى الجزائر وهما تونس والمغرب، حيث بلغ عدد الطلاب فيهما- سنة ١٩٥٣ - ألفًا ومائتي طالب، ئم تمكنت من إرسال الفوج الأول إلى مصر في السنة الدراسية ١٩٥١ -


٣٧) عبد الرحمن شيبان: في الذكرى المائوية لميلاد الشيخ الإبراهيمي، جريدة الشرق الأوسط، عدد ٣٨٢٧، لندن ٢١ - ٣ - ١٩٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>