للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إما سنّة وإما بدعة*

نشرت جريدة لسان الدين: (دين العليويين) في العدد ٢٢ مقالًا تحت عنوان "المصلحون يحاربون لا إله إلا الله" تعرضت فيه لجنازة مرّت في تلمسان وتهافتت فيه على الافتراء والبهتان أيما تهافت وزوّرت فيه ما شاءت أن تزور.

ونحن ما كنا لنتعرّض لها كما هو دأبنا مع مثيلاتها من عيون الاستعمار وفضول الخرافات لولا ما يحتّمه علينا واجب أداء شهادة لله ولرسوله وللمؤمنين.

وما كنا لنتعرض لهذه السفاسف والجزائر تجتاز ظرفًا من أحرج ما مرّ عليها منذ الاحتلال، ووقتًا عصيبًا عصفت فيه بنا وبمقدساتنا عواصف المستعمرين وذيولهم من المنتسبين للجزائريين.

ولكن ما الحيلة وهؤلاء القوم من إخواننا- وإن أبوا- لا يريدونها إلا شحناء ولا يبتغونها إلا عوراء. والشحناء نستعيذ بالله من اسمها والعوراء نعوذ بالله منها وحتى من وصفها.

المسألة بيننا لا تتجاوز أحد أمرين: إما سنّة نحن وهم سواء في امتثالها والإذعان لها. أو بدعة نحن وهم سواء في تجنبها وقتلها. هذا باعتبار الإسلام الجامع بيننا. أما إذا كان الطرف الآخر لا يدين بما ندين فما كان لنا أن نأخذ من على غير ملتنا بما وجب علينا أخذ أنفسنا به.

الأمر- يا لله لهذا الدين- بيننا وبين إخوان لنا في الدين والجنس والوطن. إخواننا فيها وإن كانوا لا يراعونها ولا يراعون عهدها وميثاقها الذي واثقنا الله به.

من باب ما هو معلوم من الدين بالضرورة إذا قلنا إِن تشييع الجنائز على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان بما يناسب جلال الموت ورهبته، والذي يتناسب وينسجم مع التشييع هو الخشوع


* جريدة "البصائر"، عدد ٥٦، ١٩ فيفري ١٩٣٧، بدون توقيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>