للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحذير]

- ١ - *

بَلَغَتْنَا أخبار ورسائل من معتمدي جمعية العلماء في كثير من القرى أنَّ هناك جماعة طوافين بأيديهم وصولات مزوّرة باسم جمعية العلماء، وبعضها باسم جمعية التربية

والتعليم، وليس فيها اسم بلدة معيَّنة، ويقبضون بَدَلَها مبالغ على أنها اشتراكات في إحدى الجمعيتين، وليس في الوصولات إمضاء، كما رأينا فيما وصلَنا منها، وإنما فيها هذه الكلمة: "أمين المال بقسنطينة".

ونحن لا نشكّ في أن هذه مكيدة مقصودة، يقصد منها مدبّروها أمرين جوهرين: أحدهما اختلاس المال ولو كانت الوسيلة خسيسة، والثاني تشويه سمعة جمعية العلماء ذات الصفحة الناصعة والذمة النزيهة في الماليات والتي عوّدت الأمة على المحاسبة الدقيقة فيها.

وجمعية العلماء تبرأ إلى الله وإلى الأمة من هذه الطائفة السارقة المارقة المحترفة لهذه الحرفة السخيفة، التي تريد أن تعيش على حساب الغير، وتدسّ سمّ الخيانة في منابع الثقة والأمانة. وتُعلن للأمة أن نظام الجمعية المالي أعلى من أن تتطرّق إليه الظنون بأعمال هؤلاء اللصوص، وأنها لا تأخذ ولا تُعطي إلّا بالوصولات المضبوطة الممضاة من المسؤولين، وتسجّل كل ذلك على نظام "مسك الدفاتر" في أرقى أصنافه، وأنها لتحذّر الأمة من أن تدفع مالها لهؤلاء المزوّرين.

وتُعلن براءتها أيضًا من جماعة ما زال يبلغنا عنهم أنهم يبيعون صورة الأستاذ عبد الحميد ابن باديس باسم جمعية العلماء، وقد حذّرناهم مرارًا.


* "البصائر"، العدد ٦١، السنة الثانية، ٢٧ ديسمبر ١٩٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>