للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ظهور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين]

كانت الأحاديث تجري بيننا وفي مجالسنا العلمية مع تلامذتنا وأتباعنا من العامة، بلزوم تكوين جمعية من العلماء تجري على القانون العام للجمعيات، فيكون ظهورها القانوني أقوى لها وأعون وأدفع للتهم التي تعلق بالعاملين فرادى، وكانت الأفكار تجول في هذا، والدواعي إليه تتوفّر، والدوافع ... (٨) وبالًا عليه، وإننا سنقصي عنها العناصر المذبذبة والضعيفة بالحكمة أو القوة، فما جاء الاجتماع العام الثاني في السنة الثانية، حتى أحسسنا أصابع الاستعمار تتدسس بقوة لإخراج الجمعية من أيدينا وتسييرها بأيدي أعوانه من علماء السوء، فاستعملنا القوة والحكمة معًا في إقصائهم وتطهير الجمعية منهم، واستأثرنا بتسييرها كما نريد إلى حيث نريد، وتبينّا إعانة الله وتوفيقه لنا من أول يوم فكنّا نسير من نجاح إلى نجاح، ونقتحم الميادين الضنكة فيتيسّر المخرج منها من حيث لا نحتسب، وطمس الله على قلوب الاستعمار وأعوانه فلم يحاربونا بالأسلحة القاتلة من القوانين، وكانت منها بقية في أيديهم إذ ذاك، وإنما عمدوا في حربنا إلى وسائل كانت كلها جارية في مصلحتنا وقاضية عليهم، فقد رأوا أن يقيموا جمعية ضرارًا لجمعيتنا (٩).

...


٨) هنا صفحة ناقصة من المخطوطة، كما لم نعثر على بقية المحاضرات لا مكتوبة ولا مسجلة ...
٩) هي "جمعية علماء السنّة" التي أوحت فرنسا بتأسيسها لتناهض جمعية العلماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>