أبعث إليكم على أمواج الأثير بواسطة راديو بغداد تحية الإسلام المباركة الطيّبة الزكية التي هي رمز الأمان، وعنوان الإيمان، والتي يسمعها المسلم من أخيه، فينبعث معها الروح إلى القلوب، ويتفشّى معها الاطمئنان في الجنوب، وينبثّ بسببها الأنس والبشاشة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية تقرّبني منكم، فأجد في نفسي حديث رجعها عنكم. وحسبي وحسبكم هذا صلة جامعة تمهّد لما وراءها من نصح وحث، أو من شكوى وبث.
أيها الإخوان:
عنوان هذا الحديث الذي تسمعونه الليلة هو: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. وهذا العنوان جملة ان لم تكن من كلام النبوّة فإن عليها مسحة من النبوّة، ولمحة من روحها، وومضة من إشراقها.
والأمة المشار إليها في هذه الجملة أمّة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، وصلاح أول هذه الأمة شيء ضربت به الأمثال، وقدمت عليه البراهين، وقام غائبه مقام العيان، وخلّدته بطون التواريخ، واعترف به الموافق والمخالف، ولهج به الراضي والساخط، وسجّلته الأرض والسماء، فلو نطقت الأرض لأخبرت أنها لم تشهد- منذ دحدحها الله-
* مجلة "الاخوة الإسلامية"، العدد ١، ٢١ نوفمبر ١٩٥٢، ثم نقلته «البصائر»، العدد ٢١٨، السنة الخامسة، ٢٠ فيفري ١٩٥٣، مع التقديم الآتي: موضوع حديث قيّم للأستاذ الرئيس كان ألقاه بدار الإذاعة في بغداد، واختصّ به مجلة "الأخوة الإسلامية" الصادرة بعاصمة الرشيد بتاريخ ٤ ربيع الأول ١٣٧٢ لصاحبها الأستاذ محمد محمود الصوّاف. وقد رأينا إثباته هنا نقلًا عن المجلة المذكورة تعميمًا لفائدته، وتجديدًا لعهد الاتصال بالأستاذ الرئيس عن طريق ما يُذاع لسماحته وينشر من الأحاديث القيّمة. وهو يتنقل في ربوع الشرق العربي والإسلامي.