للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الدكتور فاضل الجمالي *

تضمنت برقية الجمالي ... لفظًا خلا من رونق الجمال

إذْ ليس من مراتب الكمال ... وليس من محاسن الخصال

أن تدعو الضيف ولا تبالي ... رفيقه الحقيق بالإجلال

تعدني إنْ زرتُ باحتفال ... متوج بالبشر والإقبال

بشرط أن أزور كالمحتال ... وآمن من تابع أو تال

تحسبني طفلًا من الأطفال ... يصاد باللطف وبالدلال

يخدع في الموجود بالمحال ... ويؤثر النفس على العيال

يا حضرة الدكتور ذي الأفضال ... مالَكَ لا تعبأ بالرجال

ولا تجيل الرأي في مجال ... من قبل إقدام على الأفعال

هذا الذي ترميه بالإهمال ... أحق بالتعظيم والإجلال

هذا فتى أضحى من الأبطال ... وزاد في الفضل على الرجال

رأي رَمَى الآراء بالإبطال ... وعزمة كالنار في اشتعال

وجرأة كالليث في الصيال ... وهمة كالنجم في التعالي

ما زال مذْ شبّ على الفصال ... وعرف اليُمنَى من الشِّمال

حربًا على الطغيان والضلال ... سلمًا على الإصلاح والإجمال

سهمًا مصيبًا في حشا الأنذال ... مثل شهاب الرجم في الثلالي

يقذف كل خادع محتال ... ولم يزل يخطُر كالرئبال

ماضي الشبا محدّد النصال ... مهيأ للذود والنضال

أترتضي وأنتَ ذُو الأعمال ... لقومك العرب وذُو الآمال


* مداعبة من الإمام إلى صديقه الدكتور محمد فاضل الجمالي بعد دعوة وجّهها إليه ببغداد، دون إشراك الأستاذ الفضيل الورتلاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>