للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رفع إيهام *

في المقال الرابع من مقالات "فصل الدين عن الحكومة" والمنشور بالعدد ٨٨ كلمة حَمَلَها بعض الناس على غير المقصود منها عندنا، وأوَّلوها تأويلًا لم يخطر لنا على بال، ولم يهجس لنا به خاطر.

تلك الكلمة هي قولنا في تعداد الجهات التي تسخّرها الحكومة لإبقاء ما كان على ما كان في القضية الدينية: "وأشياع من الزملاء والمنتدين"، ففسَّروها بجهة نَعُدُّها في المهتدين لا في المعتدين.

والواقع الذي يعلمه منا عالم الغيب والشهادة أن الذي خطر ببالنا حين جرى القلم بتلك الكلمة هو ناد "ممتزج "، وُضع من أول يوم على ظاهر من الجمع، وباطن من التفريق، وعلى مقاصد مبيتة من الشر والكيد للإسلام والمسلمين، فهو مكمن للاستهواء يحمل اسم النادي، كما حمل مسجد الضرار اسم المسجد، وكانت بَلَغَتْنا عنه هنات من الآراء في قضيتنا الدينية، وبلغتنا عن بعض رجاله إعدادات لها، واستعانات ببعض زملائه عليها، وبَلغنا عن بعض ذوي الدخائل السيئة أن له تهافتًا عليه، وتمرّغًا بأعتابه، يبتغي به الوسيلة إلى بلوغ غرضه، وبَلغنا في الأخير أنه أصبح كعالم المثال عند بعض الحكماء المتألهين، يتنزل إليه الرفيع، ويرتفع إليه الوضيع، وما كان كذلك إلّا لأنه وُضع لذلك، فقرَّب ذلك كله من أذهاننا المعنى الذي قصدناه به، ولم ينقص من قيمته عندنا حالته الحاضرة، وانه متردّد بين الحياة والموت، فذلك شأن هذه المشاريع الموضوعة لمعنى: تؤسَّس للضرر والضرار، وتدخر لوقت الحاجة.


* "البصائر"، العدد ٩١، السنة الثالثة، ٢٦ سبتمر ١٩٤٩ (بدون إمضاء)، والنادي المقصود هو "النادي الفرنسي- الإسلامي".

<<  <  ج: ص:  >  >>