للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢) التوسع في تأسيس الشُّعَب:

الشُّعبة هي أصغر مؤسسة في هيكلة جمعية العلماء ومهمتها تأطير الحركة الإصلاحية والإشراف على تأسيس المدارس والمساجد في المدن والأحياء، وقد كان عدد هذه الشُّعَب- عشية اندلاع الحرب العالمية- ٥٨ شعبة، ثم وصل العدد- سنة ١٩٥٣ - إلى ٣٠٠ شعبة (٤٣)، مما يدل على الانتشار الواسع الذي حققته الجمعية، والمكانة الكبيرة التي أصبحت تتمتع بها لدى الشعب الجزائري، مما يؤكد مقولة "إن جمعية العلماء عبارة عن دولة داخل دولة" (٤).

[٣) توسيع المجلس الإداري وتنقيح القانون الأساسي للجمعية]

كان الاجتماع العام لجمعية العلماء الذي عقد بالجزائر العاصمة يومي ٣٠ سبتمبر ١ أكتوبر ١٩٥١ اجتماعًا متميزًا، حيث جُدِّدت فيه مبايعة الإمام الإبراهيمي لقيادة الجمعية، ووُسِّع مكتبها الإداري، ووُزِّعت أعمال الجمعية على لجان، ونُقِّح القانون الأساسي الذي وضع سنة ١٩٣١، حيث تقرر أن يكون للرئيس نائبان بدل نائب واحد، وللكاتب العام ثلاثة نواب بدل نائب واحد، ولأمين المال نائبان، ورُفِع عدد المستشارين إلى ستة عشر بدل أحد عشر مستشارًا.

ومن أهم ما اتخذه المجلس الإداري الجديد هو منح لقب رئيس شرفي لجمعية العلماء لبعض العلماء غير الجزائريين مِمَّن عرف بحمل الفكرة السلفية الإصلاحية والدفاع عنها. ولا نعلم جمعية- غير جمعية العلماء- في العالم العربي والإسلامي اتخذت مثل هذه الخطوة، وهذا دليل آخر على النظرة الإسلامية والاستراتيجية لقيادة جمعية العلماء، ولا ريب في أن صاحب هذه الفكرة هو الإمام الإبراهيمي نفسه.

أما العلماء الذين تقرر منحهم هذه الرئاسة الشرفية فهم: محمد بن العربي العلوي (المغرب)، أحمد بن محمد التجاني (المغرب)، عبد العزيز جعيط (تونس)، عبد اللطيف دراز (مصر)، محمد أمين الحسيني (فلسطين)، عبد القادر المغربي (طرابلس الشام)، محمد بهجت البيطار (دمشق)، محمد نصيف (الحجاز)، تقي الدين الهلالي (بغداد)، مسعود الندوي (باكستان) (٤٥).

٤) بعْثُ النشاط في فرنسا:

بدأ نشاط الجمعية في فرنسا سنة ١٩٣٦، وتوقف بسبب الحرب العالمية، وبانتهائها عادت الجمعية إلى النشاط هناك، فاشترت "مركزًا متواضعًا ليكون رمزًا للمشروع ونقطة بدء


٤٣) انظر مقال "مذكرة ايضاحية" في الجزء الرابع من هذه الآثار.
٤٤) مقدمة الدكتور أبي القاسم سعد الله لكتاب الأستاذ مازن صلاح مطبقاني: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، دمشق، دار القلم، بيروت، دارة العلوم، ١٩٨٨، [ص:١٥].
٤٥) جريدة البصائر، عدد ١٧٢ - ١٧٣، الجزائر ١٥ أكتوير ١٩٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>