للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ٢ - *

فيها لكل تلميذ جزائري حق، فلها على كل مسلم جزائري حق

ــ

شباب الأمة هم عمادها، وهم مادة حياتها، وهم سر بقائها.

وخيرة شباب الأمة هم المتعلمون المثقفون، البانون لحياتهم وحياة أمتهم على العلم.

وصفوة الشباب المتعلم المثقف هم المتشبعون بالثقافة الإسلامية العربية، والمقدمون لها، لأنهم هم الحافظون لمقوماتها، والمحافظون على مواريثها، وهم المثبتون لوجودها، وهم المصححون لتاريخها، وهم الواصلون لمستقبلها بماضيها.

في تكوين هذا النوع من الشباب تسعى جمعية العلماء، وفي سبيله تجاهد وتجالد، وفي سبيله تلقى الأذى من القريب الضال، ومن الغريب العادي، ولأجل إحياء الإسلام في نفسه، وإحياء العربية في لسانه، أنشأت المدارس الأولية لتحقيق نقطة الابتداء، وأنشأت المعهد الباديسي لتحقيق نقطة التوسط، وإنها لعاملة- بعون الله- على البلوغ إلى نقطة النهاية، من هذه الغاية.

لا يحسن الشباب إلى أمته كلها إلّا إذا تبنته كلّه، حتى لا يقول كبير: حسبي ولدي، ولا يقول صغير: حسبي والدي.

ولا ينفع الشباب أمته إلّا إذا جمع بين صحة العقل، وبين صحة الجسم. أما صحة العقل فإن علينا بنيانها، وفي ذممنا ضمانها؛ وأما صحة الجسم فمن المسكن الصالح مبتداها، وإلى الغذاء النافع منتهاها، وكلا هذين دَين على الأمة واجب الأداء.

وإن "دار الطلبة" التي اشرتها إدارة المعهد الباديسي بقسنطينة لكفيلة بتحقيق تلك البداية، فشارك أيها الجزائري المسلم ببذل مالك في شرائها، تشارك في تصحيح أبدان،


* "البصائر"، العدد ١٨٠، السنة الرابعة من السلسلة الثانية، ١٤ جانفي ١٩٥٢م.

<<  <  ج: ص:  >  >>