للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بوركت يا دار *

نصّ القصيدة التي ألقاها الشاعر أحمد سحنون في حفلة افتتاح دار العلماء (المركز العام)

ــ

بوركت يا دارُ، لا حلّتك أكدار ... فأنتِ معقل جند العلم يا دار

قد كنت حلمًا جميلًا رفّ طائره ... بالوهم، حتى اجتلتك اليوم أنظار

قد كنت واجبَ شعب هبّ مندفعًا ... كالسيل، تحدوه للأوطان أوطار

قد كنت حاجةَ نفس للعلا طمحت ... فحقّقت حاجة في النفس أقدار

قد كنت فكرةَ بناء لأمّته ... واليوم أنت بناءٌ ليس ينهار

وهكذا العزم لا تثنيه عاديةٌ ... عن المضيّ ولا يطفيه إعصار

عزمُ "البشير" (١) أحال العجزَ عاصفة ... والعزمُ كالسيف للأخطار بتار

"جمعيةُ العلماء" اليومَ إن طفرَت ... نشوى فكم نالها من قبلُ أكدار

قد هزّها من وناها واستقلّ بها ... نسرٌ تعوّد خوضَ الجوّ جبّار

فاليومَ نستقبل الدنيا بأفئدة ... شعّتْ بها من أماني المجد أنوار

واليوم نهتف بالبشرى مردّدةً ... نشيدَها الحلوَ أرجاءٌ وأقطار

واليوم نفرغ للأعمال في ثقة ... والكل للكل أعوانٌ وأنصار

نمضي لتحقيق غايات مقدّسة ... فيها يحاربنا باغ وغدّار

سلاحنا الحق، والإيمانُ قائدنا ... وجندنا الصبر لا يعروه إدبار

"جمعيةُ العلماء" اليوم قد وجدتْ ... اداتها، فلتسرْ لم تبقَ أعذار

فجرُ الحياة بدا في الأفق مؤتلقًا ... تهفو قلوبٌ لمرآه وأبصار

يا دارُ فيك جمال الفن قد ظهرت ... آياته، كل جزء فيه آثار

وشى مبانيك ذوق من بنيك سما ... كما توشي حواشي الروض أزهار


* نُشرت في العدد ٥٤ من جريدة «البصائر»، ٢٥ أكتوبر سنة ١٩٤٨.
١) عَزْمُ "البشير": هو الإمام محمد البشير الإبراهيمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>