للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتب المهداة إلى "البصائر" *

أُهديت إلينا في السنوات الماضية عدة كتب من مؤلفيها، أو من ناشريها، بعضها باسمنا، وبعضها باسم "البصائر"؛ وإهداء كتاب إلى صاحب جريدة معناه في

عُرف الناس طلب كلمة عن الكتاب، كأنها إعلان عنه، وهذه الكلمة يريدها صاحب الكتاب- دائمًا- كلمة خير تُلفت قرّاء الصحيفة إليه وإلى كتابه، ويريدها صاحب الصحيفة كلمة حقّ وإنصاف، إمّا للكتاب وإما عليه، ويريدها القراء تصويرًا حقيقيًا لا غشّ فيه، ويقف صاحب الجريدة بين اثنين، أحقهما بالارضاء القارئ؟ هذا إذا كان صاحب الجريدة أهلًا لأن يقول في الكتب هذا مفيد، وهذا غير مفيد؛ فإن لم يكن من أهل ذلك فحسبه الشكر على الهدية، وتكون معاملة بين اثنين: أهدى أحدهما كتابًا، فتقاضى الشكر ثوابًا، وأخذ الثاني هدية، فكافأ عنها بالثناء، ولا حظَّ للقارئ في شي من هذا.

و"البصائر" لم تقصر عن الرتبة الأولى، ولكنها لم ترزق من الأحوال المساعدة، والأقلام الناقدة، ما يحقّق رغبتها في أن تكون عارضة لهذه البضائع بقيمتها العلمية من غير غش ولا تدليس، ومرشدة لمواقع الإحسان والإجادة فيها بلا بخس للكتاب ولا تغرير لقارئه.

على أن شبابنا في حاجة إلى قراءة القديم النافع، والجديد العامر، وفي حاجة إلى الإرشاد الخالص إليهما؟ ومن حقهم علينا أن نرشدهم إلى تنظيم القراءة، وأن نبيّن لهم ما يُقرأ وما لا يُقرأ لأن أوقاتهم محدودة، ولأن ... دراهمهم معدودة ...

وصاحب "البصائر" مستغرق الأوقات في الأعمال العامة، وأبناؤه الكتّاب المتأهلون لهذا متفرقون في مراكز التعليم المتباعدة، فلم يبق إلا أن نسكت كما سكتنا، وهو ما لا تسعه


* "البصائر"، العدد ١٤٩، السنة الرابعة من السلسلة الثانية، ٢ أفريل ١٩٥١، (بدون إمضاء).

<<  <  ج: ص:  >  >>