للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطائرة]

دعا بي الشوق إلى الترحالِ ... والشوق إنْ يدعُ غرلم كالِي

فلم أودّع طلّتي وآلي ... حتى امتطيت جمة التصهال

بهيمة صيغت على منوال ... واجتمعت والطير في مثال

تدين بالإسراع والإعجال ... لا تقتضي بالريث والإمهال

طعامها النار ولا تبالي ... تحيا على الإحراق والإشعال

فاعجب لها مشدودة الرحال ... بالليل والإبكار والآصال

سمينة في الخصب والإمحال ... وثيقة الأضلاع والأوصال

لم تَشْكُ من أين ولا كلال ... قد جمعت غرائب الأشكال

طيارة تهزأ بالجبال ... وبالشعاب الخضر والأوحال

وبالروابي الغبر والتلال ... ما وطئت قط على الرمال

إلّا بقدر الرفع والإنزال ... إن حركت زفت زفيف الرال

وزأرت في الجو كالرئبال ... كأنها سفينة في الآل

وآية العلم بكل حال ... مبصرة جلت عن الجدال

وتقطع الألف من الأميال ... في مثل عمر ساعة الوصال

بالطير لا بالوخد والأرقال ... يا حسنها قريبة المنال

لو لم تكن مدنية الآجال ... أن بليت بالنقض والإخلال

لم تعتمد إلّا على عز وآل ... يا سعد دالت دولة الجمال

فاسعد إذا ما شئت باشتمال ... لا تخش من ملامة العذال

بما جرى ذكرك في الأمثال ... عوذتها بكلمة الجلال

وبالحواميم وبالأنفال ... وما أتى فى سبعه الطوال

نؤم نجدًا برزة المجالي ... ذات الرّبى والأكم الحوالي

<<  <  ج: ص:  >  >>