تمتزج فكرة الوطن الإسلامي الأكبر بنفس الأستاذ سيد قطب امتزاج الروح بالجسد، والعقيدة بالعقل، فهو حفظه الله لم يفتأ يدعو المسلمين في الشرق والغرب بكتاباته الضافية إلى السير على ضوء هذه الفكرة في حركاتهم التحريرية وكفاحهم العام، والاعتصام بأخوتهم الإسلامية التي هي المهيع الأمين لتحقيق أمانيهم وآمالهم في الحياة، كمسلمين لهم من تعاليم دينهم ومجد تاريخهم كل ما يهديهم سواء السبيل، إذا غشيتهم الظلمات وألمت بساحتهم خطوب وملمّات.
وقد وجد الأستاذ في صحيفة «البصائر» التي هي اللسان المعبّر عن كفاح الجزائر في سبيل المحافظة على إسلامها وعروبتها وربط نهضتها بالعالَم الإسلامي صدى دعوته الصارخة، فأحبّها وبادر بإرسال هذه الكلمة البليغة الجامعة إليها، وهي إذْ تحلي صدرها بها إنّما تنشر صفحة من جهاد أحد العلماء العاملين من أعلام هذه النهضة التي لن تقف دون أن تصل بالإسلام والمسلمين إلى أهدافهم السامية في طريق كفاحهم من أجل الوحدة والحرية والاستقلال.
* «البصائر» العدد ٢١٤، السنة الخامسة، ٢٣ جانفي ١٩٥٣ (بدون إمضاء): وهي الكلمة التي قدّم بها مقال الأستاذ سيد قطب الذي خصّ به «البصائر» تحت عنوان "كفاح الجزائر" وهو الأوّل من سلسلة مقالات كتبها الأستاذ سيد قطب خصيصًا لـ «البصائر».