تساؤُل نفس*
سؤال: أين- يا أخت- الحسام المنتضى ... لصروف الدهر في اليوم العصيب
أين- يا أخت- الإمام المرتضى ... ذو البيان الحرّ والرأي المصيب
أين؟ من أن أمحل الفكر مضى ... يرحض الأمحال بالفكر الخصيب
جواب: جاءه المحتوم من صرف القضا ... فقضى، لم يرض بالدنيا نصيب
سؤال: أين- يا أخت- هلال الداجيه ... فارس الحلبة كشاف الكرب
كان نورًا في الليالي الساجيه ... ويل قومي إن توارى أو غرب
أين- يا أخت- إمام الناجيه ... وأمين الله عن مجد العرب
جواب: حُرِمتْ منه النفوس الراجيه ... وتملت حظها منها الترب
سؤال: أين حامي الدين من شوب الضلال ... ومجير الحقّ من إِفك الهوى
أين- يا أخت- حواري الجلال ... صيقل الأذهان إكسير القوى
عاف خفض العيش في برد الظلال ... وامتطى للمجد نزاع الشوى
جواب: خبر الأظعان والحي الحلال ... أن نجم الدين فيهم قد هوى
سؤال: أين ليث كان بالأمس هنا ... خادرًا قد ملأ الدنيا زئير
أغلبا في لبدتين ارتهنا ... عن عرين الدين يرمي ويجير
ما ونى عن فرصة أو وهنا ... هل رأيت المخذم العضب الطرير
جواب: هجر الغيل وأسرى موهنا ... والحمى أصبح نهبًا للمغير
سؤال: أين منا اليوم- يا أخت- الرَّئِيسُ ... كم به قد رفع القوم الرؤوس
ما له غاب؟ فما منه حسيس ... ما له أقصر واليوم عبوس
من رمى الأمّة بالجد التعيس ... وسقاها جرع الغم كؤوس
جواب: غاله من خاتل الموت دسيس ... فهو قد أصبح رهنًا في الرموس
... والسلام عليكم مجتمعين على الحق ومتفرّقين في خدمة الحق.
آفلو، يوم السبت ١٣ رجب الفرد ١٣٥٩هـ، الموافق ١٨ أغسطس١٩٤٠م.
أخوكم المعتد بوجودكم وعطفكم
محمد البشير الإبراهيمي
* ذكر هذا النصّ أحمد قصيبة في مجلة "الثقافة"، عدد ٨٧، الجزائر، مايو- يونيو ١٩٨٥.