للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحلتي إلى الأقطار الإسلامية *

[- ١ -]

قبل أن أشرع في نشر هذه السلسة من المقالات عن رحلتي، يتقاضاني خلق الوفاء أن أقدّم بين يديها على صفحات «البصائر» التحيات القلبية الخالصة إلى إخواني أعضاء العلماء جمعية الجزائريين، شركائي في الجهاد، وأعواني على العمل، وخلفائي على تلك الحركة المباركة الحيّة المحيية، تحيات تحفها نفحات الشرق، وتزفها لمحات البرق، وتكنفها فرحتا المؤمن الصائم حتى ما بينهن فرق، وتختمها شهادتي بأن أولئك الإخوان هم ذخري إذا أعدت الذخائر، وهم فخري إذا عدت المفاخر.

وإلى شيوخ وطلاب المعهد الباديسي الذي أوفى للأمّة الجزائرية بنذرها، وزكّى لها النبات من بذرها، وكان- بآثاره- كفّارة ماحية لسوء تقصيرها، وحسنة كفيلة بحسن مصيرها.

وإلى أبنائي المعلّمين، جنود العلم المرتبة، وكتائبه المكتبة، ففد كنت أحييهم- على القرب- في كل سنة عندما تنتهي الامتحانات، تحية أمسح بها عن نفوسهم الجاهدة نصب عامها، وأنضح بريق الأدب جفاف أيامها، وشاء الله أن أحييهم في هذه السنة وبيني وبينهم من ذرع الكرة الأرضية أكثر من ربعها، ليعلموا أني أذكر عهودهم، مبدئًا ومعيدًا، وأشكر جهودهم قريبًا وبعيدًا.

وإلى ذلك "الحرس المتنقل" في سبيل الحق، المتفرق لجمع القلوب على كلمة الحق، السائق إلى الله عباده، في شهر العبادة.

وإلى أعضاء الشُّعَب: أعضاء الجمعيات المحلية، الذين هم الجهاز المحرّك، والعصب المصرف، والجوارح المنفذة.


* «البصائر»، العدد ١٩٤، السنة الخامسة، ٢٣ جوان ١٩٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>