للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاب الجزائري كما تمثّله لي الخواطر *

- ٣ -

أتمثّله كالغصن المَرُوح، مطلولًا بأنداء العروبة، مخضوضر اللّحا والورق مما امتصّ منها، أخضر الجلدة والآثار مما رشح له من أنسابها وأحسابها، كأنّما أنبتته رمال الجزيرة، ولوّحته شمسها، وسقاه سلسالها العذب، وغذّاه نبتها الزكي، فيه مشابه من عدنان تقول إنه من سرّ هاشم أو سُرَّة مخزوم، ومخايلُ من قحطان تقول كأنه ذو سكَن، في السَّكن (١)، أو ذو رضاعة، في قضاعة (٢) متقلّبًا في المنجبين والمنجبات، كأنّما ولدته خِندِق (٣)، أو نهضت عنه أمّ الكملة (٤)، أو حضنته أختُ بني سهم (٥)، أو حنَّكته


* نشرت في العدد ١٠ من جريدة «البصائر»، ١٢ أكتوبر سنة ١٩٤٧.
١) السكن قبيلة قحطانية.
٢) قبيلة يتنازعها قحطان وعدنان، ويقول شاعرهم:
نحن بنو مالك الشيخ الهجان الأزهر
قضاعة بن مالك بن حمير
في النسب المعروف غير المنكر
في الحجر المنقوش تحت المنبر
٣) خندق هي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، زوجة إلياس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان، وأم أولاده، مدركة وإخوانه.
٤) أم الكَمَلَة هي فاطمة بنت الخرشب الأنمارية، إحدى منجبات العرب، والكملة أبناؤها الأربعة، وقد سئلت أي بنيك أفضل؟ فقالت: الربيع بل عمار بل قيس بل أنس، ثم قالت: ثكلتهم إن كنت أدري أيهم أفضل، هم كالحلقة المفرغة لا يُردي أين طرفاها، وأبو الكملة هو زياد بن سفيان بن عبد الله بن ناشب العنسي.
٥) تلميح إلى قول ابن الزبعري: ألا لله قوم ولدت أخت بني سهم، وهي ريطة بنت سعيد ابن سهم، وقد أنجبت ثمانية رجال أكبرهم هاشم بن المغيرة جد عمر بن الخطاب لأمه، وكانوا كلهم مزيدًا في مفاخر مخزوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>