للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية، فالشعب الجزائري يعتقد ويأمل في آن واحد أن حكومات العرب تستطيع أن تعلم من أبناء الجزائر آلافًا وتؤثرهم على أبنائها، حتى تحفظ التوازن بين أجنحة العروبة.

وعليه، فمن رغبات الشعب القوية، ومن آماله الواسعة، أن ترتفع نسبة هذه البعثات إلى المئات حتى تصل إلى الآلاف بالتدريج، كل ذلك لتسد جمعية العلماء في سنين عوز الجزائر إلى المعلمين في مدارسها.

تاسعًا: جمعية العلماء في حاجة شديدة إلى الكتب المدرسية المتنوّعة لتلامذتها الابتدائيين، وهي تجري في تعليمها على المنهاج المصري، لقربها من مصر ولسهولة جلب هذه الكتب، فمن حقّها أو من دلالها على جامعة الدول العربية ووزارة المعارف المصرية أن تقدم لها هدايا سنوية سخية من هذه الكتب لتوزعها بالمجان على فقراء التلاميذ.

عاشرًا: لجمعية العلماء مكتب في القاهرة يشرف على هذه البعثات، يجلبها ويقوم عنها بالإجراءات القانونية، ويسدّ خللها، ويوزّعها على الأقطار العربية، ويراقبها، ويكمل نقائصها في التربية والمال ويعين المحاويج منها، ويقوم بنفقات المنتظرين وإسكانهم، وقد بلغت نفقاته الشهرية في هذه السنة ثلاثمائة جنيه، وكلّما زادت البعثات زادت نفقاته، ونتوقع أن تبلغ نفقاته الشهرية في السنة الدراسية المقبلة ٥٠٠ جنيه مصري، فمن العدل أن تعتبره الحكومات العربية مؤسسة من مؤسسات الجمعية يجب الالتفات إليه والعناية به، وهو زيادة على ذلك همزة وصل بين شرق العرب وغربهم، بل نقطة اتصال بين أجزاء العالم الإسلامي كلها، ومن التواضع أن ننسبه إلى الجزائر، بل هو للعرب كلهم، وطالما خدم- على حداثته- قضايا العرب، ولا منة.

والمكتب يعلن شكره لجامعة الدول العربية، فقد عرفت قيمته، فقررت إعانته منذ أكثر من سنة بمبلغ مائة وعشرين جنيهًا مصريًا في كل شهر، ثم عرفت توسّعه في الصالحات، فرفعت هذا المبلغ إلى مائتين ابتداء من هذا الشهر، وان الخجل لا يمنعنا أن نقول: إن رجال هذا المكتب محتسبون بأعمالهم لأنهم لا يعملون لأنفسهم وإنما يعملون لرفع شأن العروبة والإسلام.

الجزائر تعتزّ بعقيدتها وعروبتها:

يبقى شيءآخر قد يخفى على كثير من الناس، فوجب علينا أن ننبّه حضراتكم إليه، وهو أن الجزائر لا تقاس بأختها مراكش في هذا الباب، فكل من تونس ومراكش ما زالت لها شخصية معترف بها في الآفاق الدولية، ولها حكومة كيفما كان حالها، وما زالت العربية في كليهما رسمية، ولها كثير من الشأن في الوظائف وما زالت أوقافها

<<  <  ج: ص:  >  >>