للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قادة الجيل الجديد في ميادين العلم *

هذه قائمة المعلّمين الذين جهّزتهم جمعية العلماء للتعليم في مدارسها فجهّزت منهم كتائب لحرب الأميّة. وجنّدتهم، فجنّدت منهم أبطالًا لا ينثنون ولا ينهزمون، ورشّحتهم، فرشّحت منهم سدادًا للثغور وصدادًا للطارقين، وذادة عن حمى العلم. ونصبتهم، فنصبت منهم أعلام هداية للجيل الجديد، وأقطاب تربية وتثقيف له. وإذا كانت جمعية العلماء قد أطلقت على مدارسها اسمًا واحدًا وهو "التربية والتعليم" فهؤلاء هم المربّون وهؤلاء هم المعلّمون، وهؤلاء هم جنود العلم، وكفى بهذه الصفات شرفًا وفخرًا.

نعم هؤلاء هم جنود العلم. وإن من خصائص الجندية: المشقة والنصب، وذلك هو مناط الشرف فيها. (ولولا المشقة ساد الناس كلهم)، فليعلم أبناؤنا المعلّمون هذه الحقيقة ليُدركوا شرف ما كُلّفوا به، ومشقة ما حملوه، ليوطّنوا أنفسهم على تحمّل لأوائه. وليعتبروا أنهم مسؤولون عن جيل كامل، فلا يكتب التاريخ عنهم أنهم قصّروا في واجب، أو خانوا أمانة، أو ختروا عهدًا.

أما الجوانب المادية فإن جمعية العلماء مهتمة بشأنها كل الاهتمام، مشفقة على أبنائها المعلّمين كل الشفقة. وستتعاون مع الجمعيات المحلية على إزاحة العلل، وسدّ الخلل، وتحسين الحالة. وقد قامت الجمعية بعدة أعمال من صميم الإصلاح في هذه السنة، منها إعلان اللائحة الداخلية التي تحدّد العلاقات والوظائف والحقوق والواجبات بين الهيئات المتعاونة على التعليم، ومنها وضع الدرجات للمعلمين حتى لا يغبن متقدّم، ولا يحابى متأخر، ومنها وضع البرنامج المتحد، ومنها الزيادة في الأجور. وسيعلن هذا عن قريب في منشور خاص يوجّه كل عمل منها بالجهة المختصة به.


* "البصائر"، العدد ٣٦، السنة الثانية من السلسلة الثانية، ١٥ نوفمبر ١٩٤٨م.

<<  <  ج: ص:  >  >>