للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسالة إلى الأستاذ خليل مردم بك *

حضرة معالي الوزير شيخ أدباء هذا العصر الأستاذ الكبير خليل مردم بك المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بلغتني رسالتكم البرّة فدلتني على موطن مأهول من مواطن كرمكم وفضلكم، وما هو بالمجهول عندي ولكنه كان مغمورًا في نفسي بأشياء من جنسه، وإنما نقلتني هذه اللفتة الكريمة منكم من الشك إلى اليقين بأنه ما زال من أئمة الأدب من يكرم الأدب، ومن أساطين العلم من يُجلّ العلم بعدما كنت على شفا يأس من ذلك.

أنا أعدّ نفسي طبيعيًا في مجمعكم العلمي الموقّر والطبيعيات في غنى عن الرسميات، وقد كنت أتغطى وأتوارى في ذلك خجلًا من نفسي ألّا أستطيع الوفاء بحقوق المجمع عليّ لا لعجزي فأنا بحمد الله بقية من بقايا حرّاس لغة العرب، بل لكثرة أشغالي وتنوّع ميادين جهادي، أما إذا أبى فضلكم إلا أن أكون عضوًا رسميًا فأنا نازل عند رغبتكم، سعيد بعطف إخواني واهتمامهم بي، مقدّر للمنزلة التي تجمعني بإخواني شيوخ الأدب وتلامذتي الأعزة من أعضاء المجمع، بل أنا أرى أن للفتتكم هذه من الآثار الجليلة ما إن أيسره وصل رحم بيني وبين إخوان أجلّاء وتلامذة أعزاء كانت شبه مجفوّة، وصلكم الله به وأحاطكم برعايته وأجرى على أيديكم كل خير للعربية وتاريخها وعلومها.

أما ما طلبتموه من ترجمة حياتي وصورتي فسيأتيكم بعد أيام، وسلامي إلى أستاذنا الجليل الشيخ عبد القادر المغربي وإلى جميع الإخوان.

واسلموا جميعًا لأخكيم المعتزّ بكم:

محمد البشير الإبراهيمي


* أُرسلت هذه الرسالة من القاهرة بتاريخ ١٧ يوليو ١٩٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>