للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مشاعل حكمة]

قصيدة الشاعر الكبير الأستاذ الشيخ محمد العيد آل خليفة التي كتبها كمقدمة للطبعة الثانية من "عيون البصائر".

ــ

كتاب لمن أملاه بالعلم يشهد ... يطالعنا بالعود والعود أحمد

يتوجه باسم الإله وحمده ... نصير لمن يدعو إليه مؤيد

"عيون " بها تجلو «البصائر» نورها ... علينا كما يجلو الكواكب مرصد

تجلى بها نور الهداية فاجتلى ... بها هدف الإصلاح من هو أرمد

وأطلعها فكر "البشير" بأفقه ... فما هي إلا أنجم تتوقد

ولا أدَّعي أني أقدم سفره ... فذلك شأو عن بياني يبعد

أراه اكتفى عن كل حلى بذاته ... فأغناه عن حلى جمال مجرد

وكنت بشعري "للبشير" مواكبا ... على سمعه في موكب العلم أنشد

وقد يسمع البيت البليغ فينتشي ... وقد يسمع البيت المسفَّ فينقد

وما هو إلا كاتب ثاقب الحجى ... ورائد فكر مصلح ومجدد

جرى حبره في الصحف كالبحر زاخرا ... بغيرته للحق يرغي ويزبد

روائعه أرض الجزائر مهدها ... ولكن لها في أرض عبقر مولد

لقد رئس الأعلام مجدًا وسؤددا ... وهل كان كالعرفان مجد وسؤدد

وكان منارًا للعقول ومعلما ... يشير إلى تحريرها ويمهد

ينادي إلى حرية الفكر لاهجًا ... بها، منكرًا ما يدعي المتقيد

له قلم إن رام دفع الأذى به ... فرمح رديني وسيف مهند

وإن رام إذكاء العقول فمشعل ... وإن رام إرواء القلوب فمورد

وإن رام وصفًا فهو أجمل ريشة ... لأبرع رسام على الفن تُسعد

<<  <  ج: ص:  >  >>