للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأستاذ كامل كيلاني *

الرجل الذي انتهت إليه حكمة التربية

ــ

بعث الشيخ محمد البشير الإبراهيمي من بغداد إلى الأستاذ كامل كيلاني بالقاهرة الكتاب الآتي بعد الديباجة:

"أكتب إليكم مهنئًا بالعيد، وإن كانت معانيه البليغة ممسوحة من نفسي، لأنني أفهمه موقف حساب وعرض، لم يعرض فيه العرب من أعمالهم إلا المخزي، ولم يحاسب فيه المسلمون من عباداتهم إلا بغير المجزي، ولكن التهنئة أصبحت كلامًا يدور على الألسنة برغم الضمائر الحية والشواعر اليقظة!

زرت الكويت ورأيت ما رأيت، وألقيت عدة محاضرات كانت- بتوفيق الله- غيثًا على جدب، وفراتًا على ظمإٍ، ولم أنس في لحظة أخي "كاملًا". وهل ينسى الإنسان جزءًا من نفسه كاملًا؟!

الحركات عند إخواننا العرب بطيئة جدًا، يحتاج المتعرّض لها إلى صبر متين وأناة، وإلى لطف احتيال، أو إلى ما جمعه الشاعر الذي يقول: ليس للحاجات، الخ، وأنتم أعرف بالبقية!

أنا- فيما أعدّ نفسي- مبشر بالمبادئ الصالحة والكتب الصالحة، لأن التجارب انتهت بي إلى أنه ما أفسد العلم ورجاله إلا الكتب الفاسدة.

وبما أن الحرص على استقامة الإنسان يبدأ بتقويم الطفل، ولا يستقيم الطفل إلا إذا غرس عقله في "مكتبة الأطفال"، وقد تكون هذه التعبيرات نافرة أو متنافرة، ولا يعنيني أمرها، فإن المعنى الذي أقصده هو هذا:


* صحيفة "منبر الشرق"، عام ١٩٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>