للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلمة عن وفد المؤتمر الإسلامي*

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

"أيها الإخوان المسلمون الكرام:

ليس هذا أول يوم دُعيت فيه إلى الحق فأجبت؛ ولكنه أول يوم دعيت لسماع الحق غير مجمجم، وليس هو أول اجتماع رائع شهدته، ولكنه أول اجتماع شهدته لسماع أداء الحساب من الرجال العاملين، ولقد كنتم لا تُدعَون ولا تُستشارون ولا يعتبر لكم شأن ولا يقرأ لكم حساب، تدبّر لكم المكائد منكم ومن غيركم وأنتم لا تعلمون فأصبحتم اليوم معتبرين تستشارون في كل شيء، وتؤخذ آراءكم السديدة وتطلعون على كل شيء، أصبح منكم رجال يعملون للخير العام مهما تفرقت الأهواء ومهما تلبّدت الأجواء.

إن وفدكم الذي سافر إلى باريس ليعرب عن مطالبكم قد أدّى الأمانة على أكمل وجه، لا يعرف شخصًا ولا هيئة خاصة، إنما هو كل لا يتجزأ، هو وفد المؤتمر الجزائري الإسلامي، وفد الأمة الجزائرية إذا حملته الأمانة العظيمة فقد أدّاها، وإذا جمّلته بالوصفين الكريمين فقد ذهب متّصفًا بهما ورجع أقوى ما يكون اعتزازًا وتشبّعًا بهما: الإسلام والجزائر ...

أيها الإخوان:

إن دينكم الحنيف يأبى لكم إلا أن تكونوا مسلمين بكل ما في الإسلام من معنى، وإن تاريخكم الزاهر يأبى إلا أن تكونوا عربًا ولغتكم عربية، بكل ما في العرب والعربية من معنى، وأعيذكم بالله والدين والتاريخ أن تحيدوا عن هذين الوصفين".


* من خطاب ألقاه الإمام الإبراهيمي يوم ٢ أوت ١٩٣٦، بالملعب البلدي بالجزائر العاصمة على أثر عودة وفد المؤتمر الإسلامي من باريس. جريدة الأمة، عدد ٨٥، فى ١١ أوت ١٩٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>