للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها بالبوح؟ عشقها يافعًا، والتمس لوصلها شافعًا، فكان الشافعُ عدوّ وطنه وقومه، وظالم أمسه ويومه؛ فأين يقع هذا من أرض الله؟

فإن عرفتموه فسلوه من ملكه، بعد ما لاكه وعلكه، وفي خرت الإبرة سلكه؟ ومن صيَّره غراب بين، وجالب حَيْن؟ ومن أعجم تعريبَه، وأحكم على الشر تدريبَه؟

أنشد ابن خلكان في القرن السادس هذا البيت:

كَسِنَّوْرِ عَبْدِ الله بِيعَ بِدِرْهَمٍ ... صَغِيراً فَلَمَّا شَبَّ بِيعَ بِقِيرَاطِ

وقال: إنّ عبد الله هذا لم يعرف أحد من هو. فمن لقي ابن خلّكان فليخبره أنّ كاهن الحي عرف عبد الله صاحب السنور ...

أيها العربي: الحق سافر، والعدو كافر، والقوي ظافر، فعلام تنافر خصمك إلى خُنافر (٤)؟ ويلك إن المنافرة لا تكون إلا في المشكوك، وإن الحق تحميه السيوف لا الصكوك، وويحك إنّ منافرة الكهنة إلى الكهنة، بالخيبة مرتهنة، مجلس الأمن مخيف، والراضي بحكمه ووضعه ذو عقل سخيف، إنهم ليسوا من شكلِك، وإنهم متفقون على أكلك.

كاهن الحي


٤) خنافر بن التوأم الحميري، كان كاهنًا في حمير، ثم أسلم على يد معاذ بن جبل، وأخباره مع صاحبه شصار مبسوطة في كتب الأدب وكتب الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>