للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمديد أيام الاجتماع إلى أربعة يخصّص آخرها لسماع الخطب رغمًا عما في ذلك من تضييق على الوافدين من أطراف القطر البعيدة.

وقد تلقّى المؤتمر هذا القرار بالارتياح ورأى فيه تحقيقًا لغرض طالما جال في نفوس الأدباء، وهو إقامة عكاظ سنوي تتدرّب فيه ناشئتنا الإصلاحية على الكلام في العموميات، وتتمرّن على الخطابة ومناحيها لتستعدّ للقيام بالدعوة والإرشاد. وإن الخطابة لركن الإصلاح الركين.

وقد نفّذ هذا القرار- مع ضيق الوقت أيضًا- وتمّت أعمال المؤتمر الرسمية في الأيام الثلاثة الأول، وكان اليوم الرابع حافلًا بالخطب المتنوّعة على نظام مقرّر، خطب فيه نحو من عشرين خطيبًا، وجاء دور الشعر فألقيت عدة قصائد.

...

ولما انفضّ المؤتمر محققًا للآمال التي كانت معلّقة عليه، ونجح نجاحًا بعيد المدى برغم المتشائمين والمعاكسين. وكانت الظواهر التي امتاز بها عن الاجتماعات السابقة محسوسة ملموسة شهد بها كل من حضر وكل من سمع. وكافية لتسميته (مؤتمر) بعد أن كان يسمّى (الاجتماع العام) عهد إليّ إخواني أعضاء المجلس الإداري بجمع تلك التقارير التي ألقيت في المؤتمر والخطب التي تليت والقصائد التي أنشدت في اليوم الأخير، وترتيبها ونشرها في كتاب يطبع على نفقة الجمعية.

اتفق المجلس الإداري على تسميته وشكله وعدد ما يطبع منه. وكذلك عهدوا إليّ بكتابة فصل يكون تصديرًا للنشرة وبتعقيب كل تقرير بكلمة في خلاصته وبيان كيفية تنفيذ ما فيه، لتكون مرجعًا للمكلفين بالتنفيذ من رؤساء شعب الجمعية وغيرهم. وقد امتثلت وفعلت، بقدر ما استطعت، إلا أن حوادث مفاجئة لم تكن تخطر لي ولا لإخواني على بال حالت بيني وبين تقديمه للطبع في الوقت المحدد فتأخّر عن منتظريه والمتشوّقين إليه أشهرًا.

وإني الآن أتقدّم به إلى القرّاء معتذرًا لهم آسفًا على أن لم يكونوا قرأوه قبل اليوم، مؤكّدًا لهم أنه لا يد لي في هذا التقصير، جازمًا أن هذا التأخير لا يقلّل من قيمة هذا السجلّ ككتاب تاريخي، يسجّل درجة من الدرجات التي صعدتها الجمعية من سلّم الحياة ومرحلة من المراحل التي قطعتها. وإن كان يقفل من قيمته كنشرة سنوية. بل أزعم في ثقة أنه قد يأتي من المكروه محبوب، وأن نشره في وسط السنة هو بمثابة مؤتمر ثان، فلم يكد الناس ينسون روعة المؤتمر وبهجته حتى تفاجئهم ممثلة في سجلّ المؤتمر. ثم لا ينتهون من التأثر بهذا السجل الحافل حتى يغشاهم المؤتمر الآتي إن شاء الله على حال أتمّ، وشكل أكمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>