للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالجهود المحمودة لإحياء الإسلام وتطهيره من الخرافات ونشر اللغة العربية ورفع الأمية عن الأمة، غير مبالين بالعقبات ووسائل الزجر والتنكيل.

وختامًا أيها السادة أؤكد لكم أننا لم نتعب كثيرًا في البحث عن الثعبان الاستعماري في هذه البلاد، بل ان هذا الثعبان نفسه قد أخرج لنا رأسه منذ اللحظة الأولى، فعرفناه بكل ما انطوى عليه من سوء ولؤم، ولقد تأكّد لنا أن الدستور الجزائري الذي خلناه حقيقة واقعة، ما هو إلا تدليس وتلبيس وأنه أصبح صورة مشوّهة لنظام ديمقراطي مبني على السرقة الانتخابية والغش.

سنقول لفرنسا كل هذا، وسنشرح لها كل ذلك، وما قلناه لكم إنما هو قطرة من بحر. سنقول لفرنسا بصراحة وشدة: حذار، فإذا لم يقع الاستماع لصوت الحق، وإذا لم تسد في هذه الأقطار سياسة العدل، فإن الجزائر سوف تغدو قريبًا مثل مراكش ومثل تونس، فإذا لم يقع عمل بات وسريع لفائدة الجزائريين فإنه لا لوم عليهم ولا تثريب إذا ما ركبوا المراكب التي تدعو إليها اليأس.

لا ريب أننا سنجد من يقول لنا عندما نصيح صيحة الخطر وننادي بوجوب السرعة في عمليات الإنقاذ: انكم لستم من الفرنسيين الصالحين. سنقول لهم في قوة وجرأة: كلا، بل إننا نحن الصالحون من الفرنسيين، لأن الفرنسي الصالح هو الذي يقول لأمّته كلمة الحق ولا يخفي عنها شيئًا، ولا يرتكب جريمة السكوت، وسنكون أيها السادة- ونعدكم بهذا- من أحسن الفرنسيين."

هذه هي شهادة الوزير الفرنسي للجزائر على دولته- والفضل ما شهدت به الأعداء- وبها نختم هذه المذكّرة والسلام.

عن مكتب جمعية العلماء الجزائريين بالقاهرة

محمد البشير الإبراهيمي

الفضيل الورتلاني

<<  <  ج: ص:  >  >>