للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن العجيب أنكم تنقلون (١) كلام البكري مترجمًا مع أن القطعة المتعلقة بشمال أفريقيا من كتابه "المسالك والممالك" مطبوعة في الجزائر من عشرات السنين.

أما الزاب اليوم فهو يطلق على قطعة صغيرة في سفوح الجبال الفاصلة بين سهول الحضنة والصحراء. وعاصمة الزاب الإدارية والتجارية في يومنا هذا هي مدينة بسكرة. والزاب مقسّم إلى ثلاثة أقسام متصلة متقاربة: الزاب الظهراوي، ومن قراه طولقة وليشانه وبوشقرون وفرفار وفوغاله والعامري، وجميع هذه القرى تعتمد على زراعة النخيل وتنتج أجود أنواع التمر في العالم، وتسقى بالآبار الارتوازية الغزيرة، ثم الزاب الغربي ويشمل قرى ليوه والصحيرة والمخادمة وبنطيوس وأورلال وأوماش، واعتمادها على زرع النخيل أيضًا، ثم الزاب الشرقي ومن قراه سيدي عقبة (مدفن عقبة بن نافع الفهري فاتح أفريقية) وشتمة، والدروع وتهوده، وقرى الزاب الشرقي تسقى من ماء الأنهار المتحدرة من جبال أوراس.

أما الدوسن وأولاد جلال فهما خارجان عن الزاب وتقعان غربيه.

وقول المؤرخين "زاب أفريقية" يحترزون به عن زاب الموصل أو العراق، فهناك واديان ينبعان من جبال الأكراد أحدهما الزاب الأصغر بين الموصل وأرييل، والثاني الزاب الأكبر بين أربيل وكركوك وكلاهما من روافد دجلة، وما زالا معروفين بهذا الاسم إلى اليوم.

أرى أن زاب العراق يجب أن يعرّف في هذه المادة من دائرة المعارف الإسلامية.


١) يبدو أن الشيخ ارسل هذه الملاحظة إلى المشرفين على الطبعة العربية لدائرة المعارف الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>