للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسبك! لا قيصر بعد اليوم، إن ما تم في النوم لا يتم في اليقظة، وما أمكن مع الافتراق لا يمكن مع الاجتماع، فتعالَ نتقاسم الحظوظ في الحياة! ثم لا حرج إذا طالبتني بمقاسمة الحظوظ في الممات، فاعرض كلمتي على الحق تجده تفسيرها، وعلى العدل تجده مدلولها، وعلى قائمة الاخوة والمساواة والحرية تجدها شواهد لها!

ويقول للثاني: كذبك الظن، إن الإسلام كامن في هذه النفوس كمون النار في الحجر، وقد قدح المؤتمر زنده فأورى، إن في نفس هذه الأمة قبسًا من الحياة يشع منه نورها، فإذا هي مهدية، وتنقدح منه نارها فإذا هي قوية، وإن هذا القبس لا يخبو ما دام الإسلام والعربية.

...

ولد المؤتمر الإسلامي الجزائري كامل البنية لا نقص فيه- إلّا في العرضيات، وان زعم الجاهلون أنه ينطوي على نقائص فما ذلك إلّا لنقص في عقولهم أو مرض في نفوسهم، وبدت عليه مخايل القوّة من يوم تأسيسه فلهجت به الألسن وأصبح اسمه لازمة الحديث في المسألة الجزائرية، فأيده المؤيدون من غير الأمة على مقدار اعتقادهم في نفعه واعانته لهم على إقامة العدل، وقاومه المعارضون على مقدار اعتقادهم في مضادته لمصالحهم، أما الأمة- وهي صاحبة الكلمة فيه- فقد تعاهدته بما يجب من رعاية فحفظت ذكره وحاطته بما يضمن بقاءه من نظم وتأسيسات، وان لقيت في سبيل ذلك- حتى من أبنائها- ما لا يحصى من المشاكسات والمعاكسات، وواجبها في هذا المقام أن المؤتمر هو كنزها الثمين، فلتشد عليه يد الضنين.

لا نفيض في تاريخ المؤتمر فإن ذلك ما ستتدفق به ألسنة الخطباء في المؤتمر الثاني القريب، وإنما نقص خلاصة ما قررته لجنة "٦٦" للمؤتمر في اجتماعها الخطير الذي عقدته بنادي الترقي يوم ٩ ماي الجاري.

اجتمعت لجنة "٦٦" للمؤتمر الإسلامي الجزائري يوم الأحد تاسع شهر ماي الجاري على الساعة التاسعة صباحًا بنادي الترقي برئاسة الدكتور (البشير عبد الوهاب) وحضر الاجتماع أغلب الأعضاء من جهات القطر المختلفة، وبعد تلاوة برقيات المعتذرين بسط الرئيس الحالة الأدبية للجنة التنفيذية للمؤتمر وقفى على أثره الكاتب العام ببيانٍ وافٍ وشرح للحالة الأدبية ثم قفى عليهما أمين المال ببيان للحالة المالية.

ثم طرحت مسألة الاستعداد للمؤتمر الثاني فقسمته اللجنة إلى نقط مترتبة لتتفاوض في كل نقطة على حدة، فكانت النقطة الأولى تاريخ انعقاده.

<<  <  ج: ص:  >  >>