للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن المتصفح- بموضوعية- تاريخ الجزائر في هذه الفترة (١٩٤٠ - ١٩٥٢) سيجد- دون عناء- أن الشخصية المحورية فيها هي شخصية الإمام محمد البشير الإبراهيمي، فقد كان المرشد الأبرز، والموجه الأكبر للشعب الجزائري في جميع الميادين: الدينية، والتعليمية، والسياسية، وهو ما جعل الجزائريين يولونه ثقتهم ويلقون السمع لتوجيهاته، ويعلقون عليه أملهم؛ فقد رأوا فيه ناصحًا أمينًا، وقائدًا حكيمًا، وموحدًا للصفوف التي فرقتها الأهواء، وجامعًا للكلمة التي شتَّتَتْها المصالح الشخصية والمآرب المادية، ولاحظوا أنه لا يأمر بمعروف حتى يكون أول عامل به، ولا ينهى عن منكر حتى يكون أول تارك له، وأن أفعاله تسبق أقواله، وأن المبادئ عنده ليست قابلة للمساومة، وليست خاضعة للمناورات السياسية، والمغانم النيابية التي أصبح أغلب السياسيين يلهثون وراءها.

محمد الهادي الحسني

البليدة (الجزائر)، ١٨ أكتوبر ١٩٩٦

<<  <  ج: ص:  >  >>