للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَهَلْ أُفَدِّي مُنْبِطًا لَمْ أَجْنِ ... مِنْ مَائِهِ غَيْرَ صَرَى وَأَجْنِ؟ (٤٣)

وَهَلْ أُزَكِّي بَانِيًا لَمْ يَبْنِ ... إِلَّا بِرَمْلٍ هَائِرٍ وَتِبْنِ؟ (٤٤)

وَهَلْ أُهَنِّي زَارِعًا بِمَا زَرَعْ ... مِنْ حَنْظَلٍ إِنِّي إِذًا نِكْسٌ وَرَعْ؟ (٤٥)

الرَّئِيسُ: لَكِنْ ...

الْجَلَّالِي: ... أُهَنِّيكَ عَلَى التَّبْكِيتِ ... لِرَأْسِنَا وَبَارِعِ التَّنْكِيتِ

وَرَأْسُنَا الرَّئِيسُ لَيْسَ يَفْقَهُ ... شَيْئًا عَدَا فِي الِارْتفَاعِ أُفْقَهُ (٤٦)

الرَّئِيسُ: لَكِنْ ...

الْجَلَّالِي: ... وَأَنْتَ يَا أَخِي مَعْذُورُ ... لَوْ لَمْ يَكُنْ يَشْمَلُنِي الْحُضُورُ

الرَّئِيسُ: دَعْ ذَا وَلَكِنْ ...

الْجَلَّالِي: ... أَنْتَ دَعْ وَلَكِنِ ... فَإِنَّهَا مَأْوَى اللِّسَانِ الْأَلْكَنِ

وَإنَهَا مِنْ أَضْيَقِ الْمَسَاكِنِ ... وَإنَهَا مِنْ أَخْبَثِ الْمَرَاكِنِ

الرَّئِيسُ: لَكِنْ بَدَا لِي أَنْ نَزِيدَ عُضْوَا ...

الْجَلَّالِي: ... أَثْقَلُ. قَبْلَ ذِكْرِهِ. مِنْ رَضْوَى

الرَّئِيسُ: لَا بَلْ أَرَقُّ مِنْ نَسِيمِ السَّحَرِ ... هَبَّ بِأَنْفَاسِ الْعَبِيرِ الشَّحَرِي (٤٧)

الْجَنَّانُ: مَسْأَلَةُ الصَّوْتَيْنِ عَادَتْ جَذَعَهْ ... أَوْ لَا فَمَا مَعْنَاهُ فِيمَا ابْتَدَعَهْ (٤٨)

لِأَنَّنَا إِذَا غَدَوْنَا أَرْبَعَهْ ... أَجَالَ. إِنْ جَدَّ الخِلَافُ أَصْبَعَهْ

الْجَلَّالِي: كَأَنَّهُ يَحْسِبُنَا أَمْوَاتَا ... فَإِنْ سَكَتْنَا عَدَّهَا أَصْوَاتَا

الْجَنَّانُ: أُذَكِّرُ الرَّئِيسَ بِالذِّكْرِ الْحَكِيمْ ... فَفِيهِ لِلنَّفْسِ الحَرِيصَةِ شَكِيمْ

وَفِيهِ سِرٌّ لَيْسَ كَالْأَسْرَارِ ... إذَا انْجَلَى لِأَنْفُسِ الْأَبْرَارِ

فَكُلَّمَا تَنَاوَلَ الْأَعْدَادَا ... بِالذِّكْرِ كَيْ يُذَكِّرَ الْعِبَادَا

تَنَاوَلَ الوِتْرَ وَخَلَّى الشَّفْعَا ... هِدَايَةً لِخَلْقِهِ وَنَفْعَا


٤٣) استعمال الجنْي على الماء تمثيل، وحقيقته في الثمار والأزهار والكمأة. والصَّرى والأجْن وصفان للماء معناهما المتغير الكدر.
٤٤) هائر وهار واحد. الأول هو الأصل والثاني مقلوب عنه ومثله عائق وعاق.
٤٥) النِكس والوَرَع معناهما الجبان. وورع بفتح الراء من أبنية المصادر. والعرب كثيرًا ما يصفون بالمصدر كما قالوا: ثوب خلَق والقياس ورع وخلِق، وأئمة اللغة يسمّونه وصفا بالمصدر.
٤٦) عدا أفقه: جاوز حدّه.
٤٧) نسبة إلى مكان معروف بهذا الاسم.
٤٨) تفطن من الْجَنَّانُ لحيلة ابن حافظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>