للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَمَعَ مَنْ هَذَا الصِّرَاعُ يَا تُرَى؟ ... أَمْ ذَاكَ إِفْكٌ وَحَدِيثٌ مُفْتَرَى؟

وَلِمَ ذَا كُنْتَ رَئِيسًا فِينَا ... إِنْ لَمْ تَكُنْ لِمِثْلِهَا تَكْفِينَا؟

وَكَيْفَ لَمْ تَحْتَطْ لِهَذَا الْأَمْرِ ... مِنْ قَبْلِ أَنْ يُحْرِقَنَا بِالْجَمْرِ؟

وَكَيْفَ لَمْ تُعْقِدْ لَهُ مُعَاهَدَهْ ... بِالسِّلْمِ لَا فِي السِّرِّ بَلْ مُشَاهَدَهْ

وَكَيْفَ لَمْ تَبْعَثْ لَهُمْ سَفِيرَا ... يَرُدُّ عَنَّا الْجَيْشَ وَالنَّفِيرَا

وَكَيْفَ لَمْ تَرْضَ بِفَرْضِ الْجِزْيَهْ ... تَدْفَعُهَا عَنْ ذِلَّةٍ وَخِزْيَهْ

وَكَيْفَ تَرْمِي فِئَةً قَلِيلَهْ ... لَيْسَ لَهَا غَوْثٌ وَلَا قَبِيلَهْ

فِي هُوَّةٍ لَيْسَ لَهَا قَرَارُ ... وَلَيْسَ يُجْدِي عِنْدَهَا الْفِرَارُ

يَا أَيهَا الرَّئِيسُ (دَبَّرْ رَاسَكْ) ... أَوْ فَادْعُ لِلْحَرْبِ الضَّرُوسِ نَاسَكْ

أَمَّا أَنَا وَصَاحِبِي وَصَاحِبُكْ ... فَلَيْسَ فِينَا أَحَدٌ يُصَاحِبُكْ

وَهَا هُنَا يَخْذُلُكَ الصَّوْتَانِ ... وَالْحَقُّ لَا يُدْفَعُ بِالْبُهْتَانِ

الْجَلَّالِي: أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي الْخُنْفُسَا ... أَفْلِقُ الْهَامَ وَأُرْدِي الْأَنْفُسَا

إِنِّي إِذَا مَا حَمِيَ الْوَطِيسُ ... لَا أَنْثَنِي أَوْ يَنْثَنِي الْفَطِيسُ

أَحْمِي الْحِمَى وَأَمْنعُ الْعَشِيرَهْ ... وَالْحُرُّ يَعْصِي فِي الْوَغَى مُشِيرَهْ

وَكَيْفَ قَدْ مَنَعْتَنَا الدَّبَابِسَا ... وَالْحَجَرَ الصَّلْدَ الثَّقِيلَ الْيَابِسَا

وَأَنْتَ إِذْ جَرَّدْتَنَا مِنَ السِّلَاحْ ... عَدُوُّنَا الْأَكْبَرُ مِنْ غَيْرِ تَلَاحْ

وَلَوْ سَمَحْتَ بِهِمَا لَكَانَتْ ... نُفُوسُنَا اشْتَدَّتْ وَمَا اسْتَكَانَتْ

وَعِنْدَنَا مِنَ الْعِصِيِّ عَدَدُ ... إِنْ لَمْ تُفِدْ فَفِي الْجِبَالِ مَدَدُ

وَعِنْدَنَا حِجَارَةٌ بِالْوَادِي ... وَعِنْدَنَا الْأَنْصَارُ فِي الْبَوَادِي

وَعِنْدَنا الشَّيْخُ أَبُو الشِّمَالِ ... لَيْثُ الْوَغَى كَمُصْطَفَى كَمَالِ

هَلْ تَذْكُرُونَ إِذْ عَلَا بِدَبْزَهْ ... شَخْصًا فَخَلَّى وَجْهَهُ كَالْخُبْزَهْ

وَهَكَذَا الْأبْطَالُ فَلْيَكُونُوا ... لَيْسَ لَهُمْ إِلَى الْعِدَا رُكُونُ

مَنْ لَمْ يَمُتْ فِي الْعَزَمَاتِ هُونَا ... وَعَاشَ فِي أَسْرِ الشَّقَا مَرْهُونَا

هَيَّا بِنَا هَيَّا بنَا هَيَّا بِنَا ... لِلْحَرْبِ لَا نَامَتْ عُيُونُ الْجُبَنَا

لَا تَذْكُرِ الْجَنَّانَ فَالْجَنَّانُ ... كَلِمَةٌ تَصْحِيفُهَا جَبَانُ

أَمَا تَرَى اللَّفْظَيْنِ فِي رَسْمِ الْحُرُوفْ ... تَشَابَهَا وَسَلْ بِذَا أَبَا الْحُرُوفْ

الرَّئِيسُ: مَلَأْتُمَا الدُّنْيَا عَلَيَّ هَوْلَا ... مِنْ قَبْلِ أَنْ تُرَاجِعَانِي الْقَوْلَا

فَهَوِّنَا الْخَطْبَ يَهُنْ عَلَيْكُمَا ... فَالْحَرْبُ غَادٍ مِنْكُمَا عَلَيْكُمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>