للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعقوا العسل وتركوا المنّ، وأذلّوا في سبيل ذلك كل حرٍّ وقِنّ، وقيل لهم وإنْ، فقالوا وإنْ، ولم يقنعهم برهان اللّمّ ولا برهان الإنّ.

وإنْ كنتَ من الإنس- وما الانس هكذا تفعل- فأسألك باسم الجنس، وعلم الجنس، ولام الجنسْ، والفصل والجنسْ، ولا التبرئة النافية للجنسْ، وأسألك بعربات الكنس، والأب "لامَنْسْ"، وما في كلامه من دنْسْ، وبكل أمون عنْسْ، لها في سلالة شدقَمَ قنْسْ، أنْ تهجر هذه الفعالْ، وتهتم بتصريف الأفعالْ، وتنظيف الكعالْ وتجفيف النعالْ، وتلطيف السعالْ، والتأدب بأدب جُعال، وكل من اسمه فُعالْ، حتى نقول: إنّك قاثم بوظيفتك عالْ وفوق العالْ.

يا عفريت! أسألك بذِمَّتك الخربَه، ورِمَّتك الجربَه، فإني أتصوّركَ أبشع على الأحوال، إذْ دَلّت على ذاتك الفعال، وبكل من اتّبعكَ من الغاوين، الكلاب العاوين، وما منهم الّا ذو ضمير معروض في الرحبَه، للبيع بحبَّه.

وإنْ لم تُصغِ لكلامي، فإني أُسَلِّط عليك "مامي" (٧)، وسامي، وجيرولامي، والشيخ الحمّامي، والشيخ أبي الشامات الشامي، ثم أغزوك بالجيش النظامي، من المذهب الكلامي، وحواشي الجاربردي ومُلَّا جامي.

وأسألك شرقي ساباطْ، وغربي الأغواطْ، وجنوي الرباطْ، وشمالي الفسطاطْ، مواطن الخنا والزنَى واللواطْ، وبكل مناسك الفُسَّاقْ، من نهج الملاحف بتونس إلى عشش الترجمان ببولاقْ.

وأسألك بشيخ مَزْغَنَّهْ (٨)، وأحلاف بُوكَرْدَنَّهْ (٩)، وكل مَنْ فيها مِن كَنَّهْ، مِعَنَّةٍ مِفَنَّهْ، سِمْعَنَّةٍ نِظْرَنَّهْ، إِلَّا تَرَهْ تَظُنَّهْ، وبحمداوَه ودرقاوه، وعيساوه وعليواه وحملاوَه (١٠)، وكل من أخذ الإِتَاوَه، وأكل الشوك كالبقلاوَه، وازدرد الزجاج كالحلاوَه، وبمطوِّشات قدّور، وماهتك من خذور، إلى أن عميَ كالجادور (١١). وبأضغان الصدور، ومحاق البدور، وأوضار القُدور، التي عليها أمر المعاش يدور. وأسألك بغلام الحيّ، وعبد الحيّ (١٢)، وعير الحيّ، الثالوث الذي صبر على الكيّ، فانتهى به الحال إلى الشيّ.


٧) "مامي": هو شخص يسمّى "مامي اسماعيل ".
٨) مَزْغَنَّة: الاسم القديم للجزائر.
٩) بوكرْدَنَّة: هو عبد الرحمن بوكردنَّه صيدلي بالجزائر العاصمة.
١٠) حمداوة، درقاوة، عيساوة، عليواه وحملاوه: أسماء طرق صوفية.
١١) الجادور: الحصان.
١٢) عبد الحي: لعله عبد الحي الكتاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>