للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخواني:

هذه نفثة مصدور ولا بد للمصدور من بث. وإني، والحق يقال، أتسلى بجمعيتكم هذه وأتوسم فيها الخير وأرجو أن تكون طليعة سعد وفأل يمن للوطن وأن تكون مثالا صالحا لبنيه يحتذون حذوه في التعاون على الصالحات والدعوة إلى النهوض.

أتمنى ذلك وأفتخر به وأنصح لحضراتكم أن لا تهنوا في العمل وأن تتحلوا بالثبات وأن لا تقنعوا بالدرجة التي أنتم عليها، فإن وراءها مطلبا أسمى وأعلى ولا يمكن الوصول إليه إلا بالتعاون الاجتماعي، فإن الأعمال الفردية قل أن تأتي بالنتيجة المطلوبة.

وأعيذكم أن تكونوا ممن يجهل قيمة النفع العام أو يعرف ولكن لا ينفع ولا يعاضد. وبقي أنكم لا تتأخرون بعد الآن عن إمداد أمثال هذه المشاريع بالمساعدة المادية والمعنوية لا سيما بعد ظهور النتائج المشتركة، وعلمكم أن المال أساس كل عمل وأن القليل مع الاجتماع كثير. وإن أثنينا عليكم فلأن الشكر مدعاة المزيد والكامل يقبل الكمال.


تعليق مجلة "الشهاب" (وهو بقلم الشيخ عبد الحميد بن باديس):
"الأستاذ الإبراهيمي صاحب هذه المحاضرة نعده- بحق- من أعيان الطبقة الأولى من كتاب الجزائر وخطبائها وأدبائها ومفكريها ورجالها العاملين على نهضتها.
وهو اليوم يباشر الأعمال المالية في ناحيته بعلم وأمانة ونشاط، ويعلم الناس هذه الصفات الثلاث في التجارة تعليما عمليا كما يدعوهم دائما إليها بقوله.
مضت مدة على هذا الأستاذ كنزا دفينا لم تجن الأمة ثمرات يراعه، وطالما وجهنا إليه عتب الصديق على الصديق فيعتذر ويعتذر، إلى أن ألقى محاضرته هاته بنادي الترقي العظيم بالعاصمة، وجاءنا بها من عنده أحد خلص أصدقائه.
نقدم شكرنا وشكر قرائنا للأستاذ ونستزيده من هذه الدرر الغوالي لنبثها بين أبناء دينه ووطنه، دام لهما".

<<  <  ج: ص:  >  >>