للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ٢ - *

جريدة "البصائر" هي لسان حال جمعية العلماء ولسان العروبة والإسلام بهاته الديار، وخادمة العلم والتعليم وسائر الحركات الفكرية والأدبية في ميدان الثقافة الشرقية، وحاملة راية الجهاد المستمر في ميدان الكفاح الوطني، وبهذه الاعتبارات فهي جريدة كل مسلم جزائري يحمل بين جنبيه الغيرة على وطنه ولغته ودينه.

ولكن رغم ذلك- ويا للأسف- فإن هاته الجريدة توشك أن تتعطل عن القيام بواجبها مكرهة، إذ هي لا تعتمد في مواردها المادية إلّا على اشتراكات المشتركين ودخل الباعة، وليس لها اعتمادات أو إعانات أو إعلانات تقوّي ميزانيتها، وإذا كان المشتركون يتهاونون في دفع ما بذمتهم أو لا يدفعونه حتى نرسل إليهم مَن يأخذه منهم، والباعة يتقاعسون عن تصفية حساباتهم بانتظام وفي كل شهر، فإن نظام سير هذين الموردين الوحيدين للجريدة يختلّ، وإذا اختلّ فهي لا شك سائرة إلى الهاوية، لا قدّر الله، وذلك ليس في مصلحة الدين ولغة الدين ولا في مصلحة قضايا الوطن الهامة.

لهذا تعطلت "البصائر" عن الصدور هاته المدة الأخيرة، وانها لتعتذر لحضرات المشتركين الذين سدَّدُوا ما بذمتهم، وترجو من غيرهم أن يدفعوا ما عليهم، ومن الباعة أن يصفّوا حساباتهم ويرسلوا ما لديهم من مال "البصائر" في أقرب وقت لكي تعود "البصائر" إلى الصدور بانتظام.

غير أننا فتحنا اكتتابًا عامًا لإعانة الجريدة للاختصار من مدّة احتجابها ووجّهنا قوائم الاكتتاب للمشائخ مديري المدارس وبعض رؤساء الشّعَب بجميع جهات القطر، وإننا لنرجوهم أن يعجّلوا بإرسال ما جمعوه بواسطة "شيك" البصائر، ونحثّ أنصار "البصائر" وأحبابها على مساعدة جريدتهم وإغاثتها من هاته الحالة السيئة التي تجتازها، ونقدّم لهؤلاء وهؤلاء تشكراتنا الخالصة. وعلى من يرغب في المشاركة في هذا العمل أن يطلب من المركز قوائم الاكتتاب.


* "البصائر"، العدد ١٣٤، السنة الثالثة، ١١ ديسمبر ١٩٥٠م. (بدون إمضاء).

<<  <  ج: ص:  >  >>