للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحن نشهد بما علمناه من المآت وبما شاهدناه بأنفسنا منذ سنوات، بل من يوم سجل

هذا الرقم بإدارة البريد، وهو أننا نطلبه في الشهر عشر مرات أو أكثر، وفي أوقات نستيقن فيها وجود صاحب الرقم باتفاق معه فيكون الجواب في جميعها: انه لم يجب، ولا تنخرم القاعدة إلا قليلًا.

وقد طلبناه في رمضان من عدة جهات فقيل لنا انه لم يجب، وطلبناه ليلة عيد الفطر الماضي فقالت لنا العاملة في لهجة مريبة ما لفظه بالحرف: il ne répond pas (٢) وكرّرنا السؤال، فسمعنا نفس الجواب. وكنا في هذه المدة الطويلة ارتكبنا عدة طرائق من الحيل، وعدة أنواع من الامتحانات، فأثبتت أن هذه المعاملة مقصودة، ولكننا لم نفقه لها سرًّا ولا حكمة.

إن صاحب الرقم يدفع الرسوم القانونية كالناس ولكنه لا ينتفع به كالناس، فما معنى هذا؟ إن كان هذا الرقم مخيفًا فاربطوه (بمنضدة الاستماع) بالحبال الوثيقة، لا بالأسلاك الدقيقة، ولا تتركوه على هذه الحالة: أبكم أصمّ، أو مريضًا مستشفيًا. إن هذا أنفع للمصلحة في جلب المال، وأصلح للحكومة في الاطلاع على (الأحوال)، أما هذه المعاملة فإنها شاذة وقحة سمجة لا طعم لها ولا لون ولا معنى.

لا نعتقد أن لعاملات التليفون المتعاقبات ثأرا مخصوصًا عند الأستاذ التبسي، ترثه اللاحقة عن السابقة، ولا نعتقد أن هذه المعاملة وحي من إدارة عليا، لأن مصلحتها في العكس، وإنما نظن أن الأمر لا يعدو إدارات تبسة المستبدة، وأن منشأها كيد لصاحب الرقم، وحقد عليه، وانتقام منه، فجروا بسوء صنيعهم لمصلحة البريد التهمة والخسارة معًا.

إلى مدير البريد العام بقسنطينة نرفع هذه القضية ليبحث عنها، ويزيل هذا الخلل من نفوس عمّاله، لا من جهاز التلفون. ولا يطالبنا بالحجج القطعية، فإننا نسمع الجواب كلامًا، يذهب مع الريح، لا كتابة تبقى على الورق. وكل ظالم يحتال لظلمه ألف حيلة. ولولا الظلم ما تظلمنا، ولولا أنه واقع على رقم خاص لعممنا.


٢) il ne répond pas : إنه لا يُجيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>