للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الرقعة إلى بيت، لا تنقل القطعة من بيت إلا على نية نقل آخر، والرقعة واحدة ... ذهبنا إلى باريز ولقينا بقضيتنا المسؤولين من رجال التنفيذ، ورجال التشريع، ورجال الصحافة، وشرحنا القضية على أكمل وجه، وأنرنا جوانبها بنور البرهان ورأينا وقلنا وسمعنا وقارنّا بين الأصل والفرع، وسنفصل ذلك كلّه في كلمة في الأعداد الآتية، وفي أحاديث نجمع الناس عليها في العواصم الثلاث، في وقت نعلن عنه قريبًا.

...

القضية الثانية قضية إخواننا الجزائريين النازحين إلى فرنسا في سبيل العمل للقوت حينما ضاقت بهم بلادهم، وتنكرت لهم، وشخت عليهم بما تنبت وما تنبط، فخرجوا كرهًا في صورة طوع، وجبرًا في هيئة اختيار، وان عددهم في فرنسا لكثير، يبلغ مئات الآلاف، وان لهم علينا لحقّا أكيدًا في أن نتعهّدهم بالموعظة، كما تعهّدنا إخوانهم هنا، وأن نتسبب إلى تأسيس مدارس هناك لتعليمهم وتعليم أبنائهم، حتى تبقى نسبتهم إلى الإسلام محفوظة، وعلاقتهم بالإسلام متينة، ولجمعية العلماء في هذا الميدان سابقة فضل بحركة التعليم التي كوّنتها في فرنسا قبل الحرب ومدّت لها في انتشار حتى كادت كل موطن منها فيه مسلم جزائري، وقد آتت تلك الحركة ثمارها، ولكن الحرب الأخيرة قضت عليها وذهبت بما لها من مؤسسات، فكان من مقاصدنا في هذه الرحلة أن نعيد تلك الحركة المباركة أقوى مما كانت، فخالطنا إخواننا هناك وحادثناهم، فابتهجوا بهذه البوادر الطيبة وحييت فيهم الآمال، واجتمعنا بهم في مجاميع محدودة، ثم عقدنا اجتماعًا في "ليل" من مدن الشمال، ثم عقدنا اجتماعًا حافلًا في باريز، تحت رعاية شعبة جمعية العلماء بها، ورأينا من الإقبال والاستعداد ما شجّعنا على المضي في العمل، وقوّى أملنا في النجاح.

سنفيض القول في هذا الموضوع، وفي الخطوات الأولى التي خطوناها في المشروع، في الأحاديث العامة التي سنجمع لها الأمّة، وفي الأعداد الآتية من "البصائر" إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>