للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي نضحتُه؛ لما روى أبو داود (١) بإسناده عن سفيان بن الحكم الثقفي ــ أو الحكم بن سفيان ــ قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بال توضأ وينتضح».

وفي رواية (٢): «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال، ثم نضح فرجه»، وكان ابن عمر ينضح فرجه؛ حتى يَبُلَّ سراويله (٣).


(١) سنن أبي داود (١٦٦)، ورواه أيضا عبد الرزاق (١/ ١٥٢)، وأحمد (٣/ ٤١٠، ٤/ ١٧٩، ٢١٢، ٥/ ٤٠٨، ٤٠٩)، وابن المنذر في الأوسط (١٥٠)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢١٦، ٧/ ٦٧)، والبيهقي في الكبرى (١/ ١٦١)، وغيرهم عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن سفيان بن الحكم الثقفي أو الحكم بن سفيان، وصححه الحاكم (٦٠٨)، لكن راويه مختلَفٌ في صحبته، وأُعلّ إسناده بالاضطراب الشديد، ومتنُه بتهافت لفظِه، بيّن ذلك كلَّه ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٥/ ١٢٩ ـ ١٣٧)، وأَوصل المزي في تهذيب الكمال (٧/ ٩٥ ـ ٩٦) أوجهَ الاختلاف فيه إلى عشرة أقوال، قال الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ٢٩٦): «اضطرابُه شديد محيِّر، لا يمكن ترجيح وجه منها على آخر»، وقال ابن عبد الهادي في تعليقه على العلل (ص ٣١): «هذا الحديث وإن كثُر اضطرابه فله أصل في الجملة»، فله ما يشهد له من حديث زيد بن حارثة وابن عباس رضي الله عنهما، وبهما صحّحه الألباني في صحيح سنن أبي داود. وفي الباب عن أبي هريرة وجابر وأنس رضي الله عنهم.
(٢) سنن أبي داود (١٦٧)، ورواه أيضا أحمد (٤/ ٦٩، ٥/ ٣٨٠)، والحاكم (٦٠٩)، والبيهقي في الكبرى (١/ ١٦١)، وغيرهم عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن رجل من ثقيف عن أبيه، وهو حديث مضطرب، تقدّم بيان ذلك في تخريج اللفظ الذي قبله.
(٣) رواه عبد الرزاق (١/ ١٥٣) عن الثوري وابن عيينة ـ فرَّقهما ـ عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى قال: «رأيت ابن عمر توضّأ ثم نضح حتى رأيتُ البلل من خلفه في ثيابه» لفظ الثّوري. ورواه ابن أبي شيبة (١/ ١٦٧) عن علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال: «كان ابن عمر إذا توضّأ نضح فرجَه».