للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عمر بن الخطاب (١) رضي الله تعالى عنه: نعم العِدْلان، ونعمت العِلاوة.

فبالهدى خَلَصُوا من الضلّال، وبالرحمة نَجَوْا من الشّقاء والعذابِ، وبالصلاة عليهم نالُوا منزلةَ القُرْب والكرامة.

والضالُّون حصل لهم ضدّ هذه الثلاثة: الضلالُ عن طريق السعادة، والوقوعُ في ضِدّ الرحمة من الألم والعذاب، والذمُّ واللعنُ الذي هو ضد الصلاة.

ولما كان نصيب كل عبد من الرحمة على قدر نصيبه من الهدى، كان أكملُ المؤمنين إيمانًا أعظمهم رحمة، كما قال تعالى في أصحاب رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: ٢٩].

وكان الصدّيق رضي الله عنه [١٣١ أ] من أرحم الأمة، وقد روي عن النبي أنه قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر» رواه الترمذي (٢).


(١) علّقه البخاري بصيغة الجزم في كتاب الجنائز، باب: الصبر عند الصدمة الأولى، وهو موصول عند البيهقي في الكبرى (٤/ ٦٥) وفي الشعب (٢/ ٢٢١) من طريق مجاهد عن ابن المسيب عن عمر، وصححه الحاكم (٣٠٦٨) وقال: «لا أعلم خلافًا بين أئمّتنا أن سعيد بن المسيب أدرك أيامَ عمر، وإنما اختلفوا في سماعه منه»، وقال ابن حجر في تغليق التعليق (٢/ ٤٧٠): «هذا إسناد صحيح ... وقد صحّ سماع ابن المسيب عن عمر». وروِي عن مجاهد عن عمر، وعن نعيم بن أبي هِند عن عمر.
(٢) سنن الترمذي (٣٧٩١) عن أنس، ورواه أيضًا الطيالسي (٢٠٩٦)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ١٧٦)، وأحمد (٣/ ١٨٤، ٢٨١)، والنسائي في الكبرى (٨٢٤٢، ٨٢٨٧)، وابن ماجه (١٥٤، ١٥٥)، وابن أبي عاصم في السنة (١٢٥٢، ١٢٨٣)، والطحاوي في شرح المشكل (٢/ ٢٧٩)، والضياء في المختارة (٢٢٤٠ ـ ٢٢٤٢، ٢٥٦٨)، وغيرهم، وأُعلّ بالإرسال، وصححه الترمذي، وابن حبان (٧١٣١، ٧١٣٧، ٧٢٥٢)، والحاكم (٥٧٨٤)، والذهبي في السير (٤/ ٤٧٤)، قال ابن حجر في الفتح (٧/ ٩٣، ٨/ ١٦٧): «إسناده صحيح إلا أن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوّله الإرسال»، وهو في السلسلة الصحيحة (١٢٢٤). وفي الباب عن عمر وابن عمر وجابر وأبي سعيد الخدري وابن عباس وشداد بن أوس وأبي محجن وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. وأبي أمامة البلوي، ومرسل الحسن البصري.