للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنْ لَمْ يَكُنْ خَمْرَ الجُسُومِ فإنَّهُ ... خَمْرَ العُقولِ مُمَاثِلٌ وَمُضَاهِي

فانْظُرْ إِلى النَّشْوَان عِنْدَ شَرَابَه ... وانْظُرْ إلى النِّسْوَانِ عِنْدَ مَلاهِي

وانظُرْ إِلى تمْزِيقِ ذَا أَثوَابَهُ ... مِن بَعْدِ تمزيقِ الفُؤَادِ اللاهِي

واحْكُمْ بأيّ الخَمْرَتَيْن أحَقّ بالـ ... تَّحْريمِ والتَّأْثِيمِ عِنْدَ الله

وقال آخر (١):

برِئْنَا إِلَى اللهِ منْ مَعْشَرٍ ... بهِمْ مَرَضٌ مِنْ سَمَاعِ الغِنَا

وكم قلْتُ يَا قَوْمِ أَنْتُمْ عَلَى ... شَفَا جُرُفٍ مَا بِهِ مِنْ بِنَا

شَفَا جُرُفٍ تحْتَهُ هُوَّةٌ ... إِلى دَرَكٍ كَمْ بِهِ مِنْ عَنا

وتَكْرَارُ ذَا النُّصْحِ مِنّا لَهُمْ ... لنُعْذِرَ فِيهِمْ إِلى ربَّنا

فَلمَّا اسْتَهانُوا بَتَنْبِيهنَا ... رَجَعْنَا إِلى الله في أَمْرِنا

فعِشْنَا عَلَى سُنَّةِ المُصْطَفَى ... وَمَاتوُا عَلَى تَاتَنَا تَنْتَنَا

ولم يزل أنصارُ الإسلام وأئمة الهُدى تصيح بهؤلاء من أقطار الأرض، وتُحذِّر من سلوك سبيلهم، واقتفاء آثارهم من جميع طوائف الملة.


(١) لعل الأبيات للمؤلف، وقد نظر فيها إلى ما أنشده القاضي أبو بكر ابن العربي في كتاب «الشفا» لابن سينا:
برِئْنَا إِلَى اللهِ منْ مَعْشَرٍ ... بهِمْ مَرَضٌ مِنْ كتاب الشفا
وكم قلْتُ يَا قَوْم أَنْتُمْ عَلَى ... شَفَا جُرُفٍ من كتاب الشفا
فَلمَّا اسْتَهانُوا بَتَنْبِيهنَا ... رَجَعْنَا إِلى اللهِ حتى كفَى
فماتوا على دين رسطالسٍ ... وعشنا على مِلَّة المصطفى

انظر: الرد على المنطقيين (ص ٥١٠، ٥١١).