لَبِسُوا الدُّلُوقَ مُرقَّعًا وَتَقَشّفُوا ... كَتَقَشُّفِ الأَقْطَابِ وَالأَبْدَالِ
قَطَعُوا طَرِيقَ السَّالِكِينَ وَغَوَّرُوا ... سُبُل الْهُدَى بجَهَالةٍ وَضَلالِ
عَمَرُوا ظَوَاهِرَهُمْ بأَثوَابِ التُّقَى ... وَحَشَوْا بَوَاطِنَهُمْ مِنَ الأدْغالِ
إِنْ قُلتَ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ ... هَمزُوكَ هَمْزَ المُنْكِر المُتَعَالي
أَوْ قُلْتَ قَدْ قَالَ الصَّحَابَةُ والأُلى ... تَبِعُوهُمُ في القَوْلِ وَالأَعْمَالِ
أوْ قُلْتَ قَالَ الآلُ آلُ المُصْطَفى ... صَلّى عَليهِ اللهُ أَفْضَلُ آلِ
أوْ قُلْتَ قَالَ الشّافِعِىُّ وأَحْمَدٌ ... وأَبو حَنِيفَةَ وَالإِمَامُ العَالِي
[٦٦ أ] أَوْ قُلْتَ قَالَ صِحَابُهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ ... فَالكُلُّ عِنْدَهُمُ كَشِبْهِ خَيَالِ
وَيَقُولُ قَلْبي قَالَ لي عَنْ سِرِّهِ ... عَنْ سِرِّ سرِّي عَنْ صَفَا أَحْوَالِي
عَنْ حَضْرَتي عَنِ فِكْرَتي عَنْ خَلْوَتي ... عَنْ شَاهِدِي عَنْ وَارِدِي عَنْ حَالِي
عَنْ صَفْوِ وَقْتي عَنْ حَقِيقِة مَشهدي ... عَنْ سِرِّ ذاتي عَنْ صِفَاتِ فِعَالِي
دَعْوَى إذَا حقَّقْتَهَا أَلْفَيْتَهَا ... أَلْقَابَ زُورٍ لُفِّقتْ بِمُحالِ
تَركُوا الحَقَائِقَ وَالشّرائِعَ وَاقْتدَوْا ... بِظَوَاهِرِ الجُهَّالِ وَالضُّلالِ
جَعَلُوا المِرا فَتْحًا وألْفَاظَ الخطا ... شَطْحًا وَصَالُوا صَوْلَةَ الإِدْلال
نَبَذُوا كِتَابَ اللهِ خَلْفَ ظُهُورِهْم ... نَبْذَ المُسَافرِ فَضْلَةَ الأَكّالِ
جَعَلُوا السَّماعَ مَطِيّة لِهَوَاهُمُ ... وغَلَوْا فَقَالُوا فيهِ كُلَّ مُحَالِ
هُوَ طَاعَةٌ هُوَ قُرْبةٌ هُوَ سُنةٌ ... صَدَقُوا لِذَاكَ الشَّيْخِ ذِى الإضلالِ
شَيْخٌ قَديِمٌ صَادَهُمْ بَتَحَيُّل ... حَتَّى أَجَابُوا دَعوةَ المُحْتَالِ
هَجَرُوا لَهُ القُرْآنَ وَالأَخْبَارَ وَالْـ ... آثارَ إِذْ شهِدَتْ لَهُمْ بِضَلالِ
وَرَأَوْا سَمَاعَ الشِّعْر أنْفَعَ للفَتى ... مِنْ أَوْجُهٍ سَبْعٍ لَهُمْ بِتَوالِي
تَاللهِ مَا ظَفِرَ العَدُوُّ بِمثْلِهَا ... مِنْ مِثْلهِمْ وَاخَيْبَةَ الآمال